للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

القوم إذا ركبوا سقت لهم وإذا نزلوا خدمتهم فزوجنيها الله فهي امرأتي اليوم فأنا إذا ركب القوم ركبت وإذا نزلوا خُدمت" (١).

وقد تمخط يوما في قميص له كتان فقال: "بخ بخ، أبو هريرة يمتخط في الكتان، لقد رأيتني أخر فيما بين المنبر والحُجَر من الجوع، فيمر المار فيقول: به جنون، وما بي إلا الجوع" (٢).

وقال ثعلبة بن أبي مالك القرظي: "أقبل في السوق يحمل حزمتي حطب، وهو يومئذ أمير لمروان بن الحكم" فقال: "أوسع الطريق للأمير يا بن أبي مالك" فقلت: يرحمك الله يكفي هذا! " فقال: "أوسع الطريق للأمير والحزمة عليه".

وقال: أبو رافع: "كان مروان ربما استخلف أبا هريرة على المدينة فيركب الحمار، ويلقى الرجل" فيقول: "الطريق قد جاء الأمير، يعني نفسه، وكان يمر بالصبيان وهم يلعبون بالليل لعبة الأعراب، وهو أمير، فلا يشعرون إلا وقد ألقى نفسه بينهم ويضرب برجليه كأنه مجنون، يريد بذلك أن يضحكهم، فيفزع الصبيان منه ويفرون عنه ههنا وههنا يتضاحكون" (٣).

قال أبو رافع: "وربما دعاني أبو هريرة إلى عشائه بالليل فيقول: دع العراق للأمير ــ يعني قطع اللحم ــ قال: فأنظر فإذا هو ثريد بالزيت (٤)، أي: لا لحم فيه، وإنما هي دعابة لضيفه.

[كرمه - رضي الله عنه -]

قال أبو الزعيزعة كاتب مروان: "بعث مروان إلى أبي هريرة بمائة دينار، فلما كان الغد بعث إليه: إني غلطت ولم أردك بها، وإني إنما أردت غيرك".

فقال أبو هريرة: "قد أخرجتها فإذا خرج عطائي فخذها منه" وكان قد تصدق بها، وإنما أراد مروان اختباره (٥).


(١) صحيح ابن حبان حديث (٧١٥٠).
(٢) البداية والنهاية ٨/ ١١٠.
(٣) البداية والنهاية ٨/ ١١٣، ١١٤.
(٤) البداية والنهاية ٨/ ١٢٢.
(٥) البداية والنهاية ٨/ ١٢٢.

<<  <   >  >>