للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(١٤٦) عبد الملك بن مروان الدوسي]

عبد المالك بن مروان بن الحارث بن أبي ذباب الدوسي، المدني، روى عن أبي عبد الله سالم سبلان (١)، كانت عائشة رضي الله عنها تعجب بأمانته وتستأجره، قال: "فأرتني كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ فتمضمضت واستنثرت ثلاثا، وغسلت وجهها ثلاثا، ثم غسلت يدها اليمنى ثلاثا، واليسرى ثلاثا، ووضعت يدها في مقدم رأسها ثم مسحت رأسها مسحة واحدة إلى مؤخره، ثم أمرت يدها بأذنيها، ثم مرت على الخدين" قال سالم: "كنت آتيها مكاتبا ما تختفي مني، فتجلس بين يدي، وتتحدث معي، حتى جئتها ذات يوم فقلت: ادعي لي بالبركة يا أم المؤمنين، قالت: وما ذاك؟ ، قلت: أعتقني الله، قالت: بارك الله لك، وأرخت الحجاب دوني، فلم أرها بعد ذلك اليوم" (٢).

قلت: هذا الحديث أقل أحواله أنه حسن، رواه النسائي، وليس للدوسي حديث سواه، وليس فيه ما ينكر، وقال بعض المعاصرين: "هذا إسناده ضعيف؛ عبدالمالك بن مروان بن الحارث بن أبي ذباب مجهول، ولم يرو عنه غير جعيد بن عبد الرحمن، وذكره ابن حبان في الثقات، على قاعدته في توثيق المجاهيل".

قلت: ليس الأمر كذلك فقد صحح سنده الإمام الألباني رحمه الله (٣)، وابن حبان رحمه الله؛ الصحيح في منهجه عند العلماء أنه إذا وثق أحدا لم يغمزه أحد من النقاد، أو: سكتوا عنه، ولم تخالف روايته في بابها، فأقل أحواله الستر والسلامة من القدح، فلا يقل حديثه عن الحسن، وهذا ما أراه حقا إن شاء الله.

(١٤٧) عبد الواحد بن أبي عون الدوسي (٤)

لم تسعفنا المصادر بأكثر من اسمه، وكنية أبيه، وكونه دوسيا، مدنيا، هكذا: عبد الواحد بن أبي عون الدوسي؛ من أنفسهم (٥) المدني، وثقه ابن معين، مات سنة


(١) تهذيب الكمال ١٨/ ٧٠٤، والتحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة ١/ ٤٦٤.
(٢) صحيح وضعيف سنن النسائي حديث (١٠٠).
(٣) صحيح وضعيف سنن النسائي حديث (١٠٠).
(٤) الطبقات الكبرى متمم التابعين ١/ ٣٤٩، تاريخ الطبري، وصلته ٧/ ٦٠٥، ومقاتل الطالبيين ١/ ٢٤٥، والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم ٤/ ١٥٣، وتاريخ ابن أبي خيثمة ٢/ ١٥٢، والمنتخب من ذيل المذيل ١/ ١٠٤، وتاريخ دمشق ٤٦/ ١٥٦، والثقات لابن حبان ٧/ ١٢٣.
(٥) يردّ قول الطبري: مولى الأزد (١١/ ٦١٣).

<<  <   >  >>