للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتصدق بدار بالمدينة على مواليه (١).

[خوفه من العاقبة]

دعاه عمر ليستعمله فأبى أن يعمل له، فقال له: تكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك؟ ؛ طلبه يوسف - عليه السلام -، فقال: إن يوسف نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي، وأنا أبو هريرة بن أمية وأخشى ثلاثا واثنين، قال عمر: فهلا قلت خمسة؟ ، قال: أخشى أن أقول بغير علم، وأقضي بغير حلم، أو يضرب ظهري، وينزع مالي، ويشتم عرضي (٢).

قلت: رضي الله عنك يا أبا هريرة، فقد سلمت مما وقع فيه الكثيرون.

لما حضرته الوفاة بكى فقيل له: ما يبكيك؟ ، قال: "على قلة الزاد، وشدة المفازة، وأنا على عقبة هبوط؛ إما إلى جنة أو إلى نار، فما أدري إلى أيهما أصير (٣).

[حب الناس أبا هريرة]

لقد أحسن أبو هريرة - رضي الله عنه - التصرف حين استجاب الله - عز وجل - دعوة رسوله - صلى الله عليه وسلم - لأم أبي هريرة رضي الله عنها بالهداية، فكان من فطنة أبي هريرة - رضي الله عنه - وذكائه أن قال: "يا رسول الله ادعو الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين، فقال: «اللهم حبب عُبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحببهم إليهما» قال أبو هريرة: فما خلق الله من مؤمن يسمع بي ولا يراني، أو يرى أمي إلا وهو يحبني" (٤).

قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر، وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه، فأيما مؤمن آذيته، أو شتمته، أو جلدته، فاجعلها له كفارة، وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة» (٥)، قال أبو هريرة: "لقد رفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما الدرة ليضربني بها، فلأن يكون ضربني بها


(١) أسد الغابة ٢/ ١٥٨.
(٢) البداية والنهاية ٨/ ١١٣.
(٣) البداية والنهاية ٨/ ١١٤.
(٤) أحمد حديث (٨٢٥٩).
(٥) مسلم حديث (٢٦٠١).

<<  <   >  >>