للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

منكسون: أرجلهم فوق وجوههم يسحبون عليها، وبعضهم عميا، وبعضهم صما بكما، وبعضهم يمضغون ألسنتهم فهي مدلاة على صدورهم: يسيل القيح من أفواههم يتقذرهم أهل الجمع، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار، وبعضهم أشدّ نتنا من الجيف، وبعضهم ملبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم، فأما الذين على صورة القردة فالقتات (١) من الناس. وأما الذين على صورة الخنازير: فأهل السحت.

وأما المنكسون على وجوههم فأكلة الربا، وأما العمي فالذين يجورون في الحكم، وأما الصمّ البكم فالمعجبون بأعمالهم، وأما الذين يمضغون ألسنتهم فالعلماء والقصاص الذين خالف قولهم أعمالهم، وأما الذين قطعت أيديهم وأرجلهم فهم الذين يؤذون الجيران، وأما المصلبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى السلطان، وأما الذين هم أشدّ نتنا من الجيف فالذين يتبعون الشهوات واللذات ومنعوا حق الله في أموالهم، وأما الذين يلبسون الجباب فأهل الكبر والفخر والخيلاء» (٢).

[(٧٤) حميد بن عبد الرحمن الدوسي]

لم أقف على ما يفيد عنه سوى روايته عن الحسن بن صالح، عن إبراهيم بن محمد المنتشر، عن خالد بن الصلت قال: "دخل ابن سيرين على ابن هبيرة فقال: السلام عليكم" فقال ابن هبيرة: "ما هذا السلام؟ " فقال: "هكذا كان يسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (٣).


(١) الذي يمشي بين الناس بالميمة.
(٢) تفسير الزمخشري = الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (٤/ ٦٨٧، وضعفه الألباني رحمه الله بسبب الدوسي، قال: حنظلة الدوسي ضعيف تراجعات الألباني ١/ ١٥.
قلت: وكذلك أبوه مجهول، والمتن لم ألحظ فيه بلاغة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو أشبه بأقوال الوغاظ، وفيه تحذير، ولا ريب أن لكل معصية عقابها المناسب لها، وعفو الله وكرمه فوق ذلك وفيه الرجاء، ولا يبعد أن يكون حنظلة الدوسي من الموالي، والله أعلم.
(٣) مصنف ابن أبي شيبة ٦/ ١٣٥.

<<  <   >  >>