للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

صاحبتي فقلت: إليك عنّي فلست منك ولست منّي قالت: ولم بأبي أنت وأمي؟ ، قلت: فرّق بيني وبينك الإسلام؛ وتابعت دين محمد، قالت: فديني دينك، فقلت: اذهبي فتطهّري ففعلت، فعرضت عليها الإسلام فأسلمت، ولم تسلم أمي، ثم دعوت دوسا فأبطئوا عليّ، ثم جئت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا نبي اللَّه إنه قد غلبني على دوس الدير (١) فادع اللَّه عليهم.

فقال: «اللهم اهد دوسا وائت بهم، ارجع إلى قومك وارفق بهم» فرجعت فلم أزل بأرض قومي أدعوهم حتى هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، ومضى بدر، وأحد، والخندق، فقدمت على رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بمن أسلم، ورسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بخيبر، حتى نزلت المدينة بسبعين أو: ثمانين بيتا من دوس، ثم لحقنا رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بخيبر فأسهم لنا مع المسلمين". وقال الطّفيل لمّا أسلم:

ألا بلّغ لديك بني لؤيّ ... على الشّنآن والغضب المردّي

بأنّ اللَّه ربّ النّاس فرد ... تعالى جدّه عن كلّ ندّ

وأنّ محمّدا عبد رسول ... دليل هدى وموضح كلّ رشد

رأيت له دلائل أنبأتني ... بأنّ سبيله يهدي لقصد

وأنّ اللَّه جلّله بهاء ... وأعلى جدّه في كل جدّ

وقالت لي قريش عَدّ عنه ... فإنّ مقاله كالغرّ يعدي

فلمّا أن أملت إليه سمعي ... سمعت مقاله كمشور شهد

وألهمني هدايَ اللَّه عنه ... وبدّل طالعي نحسي بسعدي

ففزت (٢) بما حباه اللَّه قلبي ... وفاز محمّد بصفاء ودّي (٣)

وروى قصة الطفيل وابنه عمرو قال: "رجع الطفيل بن عمرو إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان معه بالمدينة حتى قبض، فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين فجاهد حتى فرغوا من طليحة وأرض نجد كلها، ثم سار مع المسلمين إلى اليمامة، ومعه ابنه عمرو بن الطفيل فقتل الطفيل باليمامة شهيدا (٤)، وجرح ابنه عمرو بن الطفيل وقطعت يده، ثم


(١) الذين يدورون في الحي مشككين فيما يدعو إليه.
(٢) لعل الصواب: ففاز بما حباه الله قلبي
(٣) سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ٢/ ٤١٨.
(٤) هذا قول، والصواب في أجنادين، انظر: ترجمته.

<<  <   >  >>