للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المهاجرين الأولين (١)، وذكر ابن دريد أنه وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يذكر هذا أحد غيره (٢)، وكان قائد دوس فيما جرى بينهم وبين بني الحارث في الجاهلية (٣)، وهم أبناء العم إلتقوفي حضوة (٤)، حتى وقف على رأس عويرة جبل هناك (٥)، وكان عمرو أحد حكماء العرب، ذكروا أنه عاش ثلاثمائة سنة، وتسعين سنة، وذكروا له شعرا، قلوا: إنه قال فيه: إنه جاوز الثلاثمائة من العمر، وأنه قد كبر، ولا بد أن يأتيه يوم يموت فيه (٦)، وهو القائل:

وأصبحت مثل النسر طارت فراخه ... إذا رام تطيارا يقل له وقع

وقال:

ولا عيب فينا غير أنا عروق لمعشر ... كرام وأنا لا نخط على النمل (٧).

وذكروا أنه ذو الحلم الذي ضرب به العرب المثل، وهو الذي قُرعت له العصا؛ لأنه بعد أن كبر صار يذهل، فاتخذوا له من يوقظه بقرع العصا، فيرجع إليه فهمه، وأنه هو الذي أشار إليه الحارث بن وعلة بقوله:

وزعمتم ألا حلوم لنا ... وإن العصا قُرعت لذي الحلم.

ويظهر من ذلك أن العصبية قد لعبت دورا في هذه القصة: قصة أول من قرعت له العصا، فزعم القيسيون أن أول من قرعت له العصا، هو عامر بن الضرب العدواني،


(١) جمهرة أنساب العرب ١/ ١٥٨، ولا أشك أن هذا خطأ ولعله التبس بعمرو بن طريف، والد الطفيل، وهذا جاهلي لم يدرك الإسلام.
(٢) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ١٠/ ٣١٧، ١٨/ ٥٥.
(٣) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ١٨/ ٥٥.
(٤) الأنساب للصحاري ١/ ٢٧٤، وحضوة قرية من قرى دوس بزهران، عامرة وبهذا الاسم إلى اليوم.
(٥) سميت به قرية عويرة المعروفة بهذا الاسم إلى اليوم، لأنها في سفح الجبل في ذلك الوقت، وهي عامرة من قرى دوس اليوم، ولي فيها شأن.
(٦) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ١٨/ ٥٤.
(٧) أمالي القالي ١/ ١٩٨، المعاني الكبير ١/ ١٥٠، والنَّمَل: قروح تظهر في الساق (المعاني الكبير ١/ ١٥١).

<<  <   >  >>