للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لقد ضمّت الأثراءُ منك مرزّأ ... عظيمَ رمادِ النارِ مشتركُ القِدر

حليماً إذا ما الحلم كان حزامةً ... وقوراً إذا كان الوقوفُ عَلَى الجمر

إذا قلت لم تترك مقالاً لقائل ... وإن صُلت كنت الليثَ يحمى حمى الأجر

ليَبْك من كانت حياتُك عزُّه ... فأصبح لمّا بنتَ يُغْضي على الصُّغر (١)

سقى الأرض ذات الطول والعرض مُجْثِمٌ (٢) ... أحمّ الرّحا (٣) واهي العرى دائم القطر

ومابي سقيا الأرض لكن تربةً ... أضلّك فِي أحشائها مُلْحَد القبر

وقام عتيك بن قيس فقال:

برغم العلى والجود والمجد والندى ... طواك الردى يا خير حافٍ وناعل

لقد غال صرف الدهر منك مرزأً ... نهوضاً بأعباء الأمور الأثاقل

يضمّ العفاة الطارقين فناؤه ... كما ضمّ أمَّ الرأس شعب القبائل

ويسرو دجى الهيجا مضاءً عزيمةً ... كما كشف الصبح اطّراق الغياطل (٤)

ويستهزم الجيشَ العرمرمَ باسُه ... وإن كان جرّاراً كثير الصواهل (٥)

وينقاد ذو البأس الأبيُّ لحكمه ... فيرتدّ قسراً وهو جمّ الدغاول (٦)

ويمضي إذا ما الحرب مدّ رواقه ... عَلَى الروع وارفضّت صدور العوامل (٧)

فإمّا تصبنا الحادثات بنكبة ... رمتك بها إحدى الدواهي الضآبل (٨)

فلا تبعدن إن الحتوف مواردٌ ... وكل فتىً من صرفها غير وائل

وقام حاطب بن قيس فقَالَ:

سلامٌ عَلَى القبر الذي ضمّ أعظماً ... تحوم المعالي حوله فتسلّم

سلام عليه كلما ذرّ شارقٌ ... وما امتدّ قطعٌ من دجى الليل مظلم


(١) الذل.
(٢) مقيم.
(٣) أحم: أسود، والرحا: وسط الغيم ومعظمه، وتقال للحرب إذا استدارت.
(٤) الظلمات؛ مفردها غيطلة.
(٥) الخيل.
(٦) الدواهي، مرادف الضآبل.
(٧) الإبل أخرجت العرق من شدة الجري في الحرب.
(٨) مرادف الدواهي، والدغاول.

<<  <   >  >>