للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وبعد: فقد جمعت في كتابي هذا من الدوسيين ما أمكنني العثور على ذكر لهم في كتب الأنساب وغيرها، وأتمنى أن أكتب عن كل قبيلة من قبائل العرب ولاسيما في الموطن الأساس؛ جزيرة العرب، المستظلة اليوم بحكم الدولة السعودية، في نهج فريد في هذا العصر؛ أقامه موحد قبائل جزيرة العرب الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود؛ ملك اعترف الأفذاذ والعلماء والعظماء بأنه من أفذاذ هذا العصر، وإن جعلوه ضمن مائة عظيم (١) ذُكروا، فأنا أجعله في هذا العصر العظيم الأول؛ لاعتقاده وسياسته وبعد نظره، نعم أتمنى أن أكتب عن كل قبيلة على مبدأ {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (٢)، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، وما لا يدرك كله لا يترك جله، والأقربون أولى بالمعروف، فرأيت أن أجمع قدرا ممن نسب إلى دوس بن عُدثان بن عبد الله بن زهران؛ وهم قبيل متفرع من زهران، هاجروا من اليمن الأقصى، على أثر دمار سد مأرب، ومرتكز قسم منهم جبال السروات، وما يلها من تهامة، وجميع من تفرع من أبناء دوس ينتسبون اليوم إلى الجد الأعلى زهران بن كعب، وإن ذكروا انتسابهم إلى من دونه من الأجداد، وهم من أشهر قبائل المملكة العربية السعودية، وقسم منهم استوطن عمان؛ إما مباشرة من اليمن أو إلحاقا من السروات، ومنها وصلوا إلى كرمان، وانتشروا في بلاد فارس، والعراق، والشام، ومصر، والأندلس، ولا أزعم أني أوفيت الكيل، ولا أن جهدي أتى بالقَدَح المُعَلَّى، ولكني بذلت جهدا في التعريف بقدر لا بأس به، ليكون نواة لذوي الهمم من الأجيال القادمة، وكم ترك الأول للآخر، وحسبي من الناظر فيه أن يقول: رحمه الله وغفر له، ومن الناقد أن يقول: أخطأ رحمه الله وغفر له والصواب كذا، ويثبت ذلك ببرهان شافٍ وقلب صاف، وقد سميته "الجوس في المنسوب إلى دوس" وفي الحقيقة قد كان جوسا ممتعا، ولأني من أبناء العم؛ لأن قبيلتي بني حسن ينتسبون إلى أوس بن عامر بن


(١) المراد عظمة بشرية، محدودة الوصف، فلا تتعارض مع صفة الله العظيم فإنها عظمة مطلقة، فإن الله - عز وجل - عظيم ولا شيء أعظم منه تعالى.
(٢) الآية (١٣) من سورة الحجرات ..

<<  <   >  >>