المثال، ويكلفهم عرض ما أملاه عليهم حفظًا غائبًا لا نظرًا.
ومن كان عمره فوص سبع سنين أمره بالصلاة في الجماعة، ويأمرهم ببر الوالدين، والانقياد إليهما بالسمع والطاعة، والسلام عليهما وتقبيل أديهما عند الدخول، ويضربهم على إساءة الأدب، والفحش من الكلام، وغيره من الأفعال الخارجة عن قانون الشرع، من أنواع اللعب، ولا يضرب صبياً بعصاً غليظة تكسر عظمه، ولا دقيقة تؤلم الجسم، بل تكون وسطاً؛ ويتخذ مجلاداً عريض السير، ويعتمد في الضرب على اللوايا، والأفخاذ، وأسافل الرجلين؛ لأن هذه المواضع لا يخشى منها ضرر. ولا غائلة.
ولا ينبغي له أن يستعمل أحداً منهم في حوائجه التي فيها عار على آبائهم، كنقل الزبل، وحمل الحجارة، ونحوها، ولا يرسلهم إلى داره وهي خالية لئلا تتطرق إليه التهمة، ولا يرسل صبياً مع امرأة لكتب كتاب، ولا غيره.
فإن كثيراً من الفساق يحتالون على الصبيان بذلك، ويكون السائق لهم إلى دور أهليهم ثقة أمينًا متأهلاً؛ لأنه يتسلمهم في الغدو والرواح، وينفرد بهم في الأماكن الخالية.
ولا يعلم الخط امرأةً، ولا جاريةً؛ لأن ذلك مما يزيد المرأة شراً، حتى قيل: "إن المرأة التي تتعلم الخط مثل حية تسقى سما، ويمنع الصبيان من حفظ شيء من شعر