شبهة: استدلالهم بعموم الأحاديث الدالة على فضل الاجتماع على ذكر الله ومجالس الذكر مثل أحاديث: «إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة يبتغون مجالس الذكر ... »(متفق عليه)، «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ... »(رواه مسلم).
* الرد:١ - هذه الأحاديث لا تدل على الذكر الجماعي واستحبابه، وإنما هي دالة على استحباب الاجتماع على ذكر الله، وهناك فرق كبير بين هذا وذاك فالاجتماع على ذكر الله مستحب مندوب إليه بمقتضى الأحاديث الواردة في فضله، ولكن على الوجه المشروع الذي فهمه الصحابة وعملوا به، فقد كانوا يجتمعون على الذكر كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية:«كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا اجتمعوا أمروا واحداً منهم أن يقرأ والناس يستمعون، وكان عمر - رضي الله عنه - يقول لأبى موسى - رضي الله عنه -: ذكِّرنا ربنا، فيقرأ وهم يستمعون لقراءته»(مجموع الفتاوى)(١١/ ٥٣٣).
روى الإمام ابن أبي حاتم عن يونس بن محمد بن فضالة الأنصاري، عن أبيه قال: وكان أبي ممن صحب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أتاهم في بني ظفر، فجلس على الصخرة التي في بني ظفر اليوم، ومعه ابن مسعود ومعاذ بن جبل وناس من أصحابه، فأمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قارئاً فقرأ ... »(قال الشيخ أحمد شاكر: «إسناده صحيح»).
وليس في الأحاديث أن في مجالس الذكر هذه أن أحد الأشخاص يذكر الله وبقية المجلس يرددون وراءه، وليس فيه أنهم يرددون بصوت جماعي.
٢ - ذكر الإمام الشاطبي أن البدعة مضادة للطريقة الشرعية من عدة أوجه، وذكر منها:«التزام الكيفيات والهيئات المعينة كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد»(الاعتصام)(١/ ٤٤).
شبهة: عن ابن جريج قال أخبرني عمرو أن أبا معبد مولى ابن عباس أخبره أن ابن عباس - رضي الله عنهما - أخبره أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد