الجواب: قال إمام المفسرين الحافظ ابن جرير - رحمه الله - في تفسيرها:«يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله فيما أخبرهم، ووعد من الثواب، وأوعد من العقاب. {اتَّقُواْ اللهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ} يقول: أجيبوا الله فيما أمركم، ونهاكم بالطاعة له في ذلك. {وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ}:يقول: «واطلبوا القربة إليه بالعمل بما يرضيه».
ونقل الحافظ ابن كثير عن ابن عباس - رضي الله عنه - أن: معنى الوسيلة فيها القربة، ونقل مثل ذلك عن مجاهد وأبي وائل والحسن وعبد الله بن كثير والسدي وابن زيد وغير واحد، ونقل عن قتادة قوله فيها:«أي تقربوا إليه بطاعته، والعمل بما يرضيه» ثم قال ابن كثير: «وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه ... والوسيلة هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود» ..
الجواب: بَيَّنَ الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - مناسبة نزولها التي توضح معناها فقال:«نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرًا من الجن، فأسلم الجنيّون، والإنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون». (رواه مسلم والبخاري بنحوه)، وفي رواية له:«فأسلم الجن، وتمسك هؤلاء بدينهم».
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: «أي استمر الإنس الذين كانوا يعبدون الجن على عبادة الجن، والجن لا يرضون بذلك، لكونهم أسلموا، وهم الذين صاروا يبتغون إلى ربهم الوسيلة، وهذا هو المعتمد في تفسير الآية». (فتح الباري)(١٠/ ١٢ - ١٣).
وهي صريحة في أن المراد بالوسيلة ما يتقرب به إلى الله تعالى، ولذلك قال:{يَبْتَغُونَ} أي يطلبون ما يتقربون به إلى الله تعالى من الأعمال الصالحة، وهي كذلك تشير إلى هذه الظاهرة الغريبة المخالفة لكل تفكير سليم: ظاهرة أن يتوجه بعض الناس بعبادتهم