* النذر نوع من أنواع العبادة التي هي حق لله وحده، لا يجوز صرْفُ شيء منها لغيره، فمن نذر لغيره فقد صرف نوعًا من العبادة ـ التي هي حق الله تعالى ـ لمن نذر له، وصرف نوعٍ من أنواع العبادة نذرًا أو ذبحًا أو غير ذلك لغير الله يعتبر شركًا مع الله غيره داخلًا تحت عموم قول الله - سبحانه وتعالى -: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}(المائدة: ٧٢) وكل من اعتقد من المكلفين المسلمين جواز النذر والذبح للمقبورين؛ فاعتقاده هذا شرك أكبر مخرج عن الملة.
* النذر لغير الله شرك، والذبح لغير الله شرك؛ لقول الله سبحانه:{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ}(البقرة:٢٧٠) وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ}(الأنعام: ١٦٢، ١٦٣) الآية، وقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لعنَ اللهُ مَن ذبحَ لغيرِ اللهِ»(رواه مسلم).والنذر داخل في قوله تعالى:{وَنُسُكِي}.
* إن الاستغاثة بالأموات أو الغائبين ودعاءهم من دون الله أو مع الله شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام، سواء كان المستغاث به نبيًا أم غير نبي، قال - سبحانه وتعالى -: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}(المؤمنون: ١١٧)، وقوله - عز وجل -: {ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}(فاطر: ١٣، ١٤).
* أما من استغاث بالله وسأله سبحانه ـ وحده ـ متوسلًا بجاههم أو طاف حول قبورهم دون أن يعتقد فيهم تأثيرًا وإنما رجا أن تكون منزلتهم عند الله سببًا في استجابة