للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ثالث عشر: زعم الصوفية أنه لولا الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ما خلق الله الخلق]

* إن الله تعالى إنما خلق الخلق ليعبدوه، كما قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:٥٦) ولم يثبت حديث عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يدل على أن الخلق خلقوا من أجله - صلى الله عليه وآله وسلم -، لا الأفلاك ولا غيرها من المخلوقات، ومما يدل على ذلك قوله تعالى: {اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} (الطلاق:١٢)

شبهة: حديث «لولاك لما خلقت الأفلاك».

الجواب: حديث (لولاك لولاك ما خلقت الأفلاك) ذكره العجلوني في (كشف الخفا ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس) وقال: قال الصغاني: إنه موضوع، وذكره محمد بن علي الشوكاني في (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة) وقال: قال الصغاني: موضوع.

* قال الألباني - رحمه الله - في (سلسلة الأحاديث الضعيفة) (١/ ٤٥٠):موضوع كما قاله الصغاني في (الأحاديث الموضوعة) (ص ٧)، وأما قول الشيخ القاري (٦٧ - ٦٨): لكن معناه صحيح، فقد روى الديلمي عن ابن عباس مرفوعا: «أتاني جبريل فقال: يا محمد لولاك لما خلقت الجنة، ولولاك ما خلقت النار»

وفي رواية ابن عساكر: «لولاك ما خلقت الدنيا».

فأقول (الألباني): الجزم بصحة معناه لا يليق إلا بعد ثبوت ما نقله عن الديلمي، وهذا مما لم أر أحدًا تعرض لبيانه، وأنا وإن كنت لم أقف على سنده، فإنى لا أتردد في ضعفه، وحسبنا في التدليل على ذلك تفرد الديلمي به، ثم تأكدت من ضعفه، بل وهائه، حين وقفت على إسناده في (مسنده) (١/ ٤١ / ٢) من طريق عبيد الله بن موسى القرشي حدثنا الفضيل بن جعفر بن سليمان عن عبد الصمد بن علي بن عبد الله ابن عباس عن أبيه عن ابن عباس به.

<<  <   >  >>