أولًا: البداية في النقاش بمنهج التلقي وإثبات الدين.
كيف نتلقى الدين؟ ونُثْبِت العقيدة والعبادة، وما هي مصادرنا لهذا التلقي؟ الإسلام يحصر مصدر التلقي في الكتاب والسنة الصحيحة فقط ولا يجوز إثبات عقيدة إلا بنص من القرآن وقول الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولا إثبات شريعة إلا بكتاب وسنة واجتهاد موافق لهما، والاجتهاد يصيب ويخطئ، ولا معصوم إلا كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقط.
أما الصوفية فيزعمون أن شيوخهم يتلقونه عن الله رأسًا، وبلا واسطة، وعن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي يزعمون أنه يحضر مجالسهم وأماكن ذكرهم دائمًا، وعن الملائكة وعن الجن الذين يسمونهم بالروحانيين وبالكشف الذي يزعمون أن قلب الولي تنكشف له الغيوب فيرى ما في السموات والأرض، وما سبق وما يأتي من الحوادث، فالولي عندهم لا يعزب عن علمه ذرة في السموات ولا في الأرض.
ثانيًا: تبيِّن للصوفي المفاهيم الآتية:
١ - ديننا هو الإسلام لا يقبل الله من أحد سواه. قال تعالى:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}(آل عمران: ٨٥)
٢ - معنى شهادة أن لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله.
٣ - معنى شهادة أن محمدًا رسول الله: تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.
٤ - أمرَنا اللهُ بالكفر بالطاغوت والإيمان بالله. قال تعالى:{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}(البقرة: ٢٥٦) والعروة الوثقى هي: لا إله إلا الله، ومعناها: لا معبود بحق إلا الله.
٥ - أول ما فرض الله على الناس الإيمان بالله والكفر بالطاغوت. كما قال تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}(النحل: ٣٦)، والطاغوت: كل ما عُبِد من دون الله وهو راضٍ.
٦ - صفة الكفر بالطاغوت: أن تعتقد بطلان عبادة غير الله تعالى وتتركها وتبغضها، وتكفِّر أهلها وتعاديهم.