وعند الصوفية أن من لف رأسه بخرقه وجلس في مكان مظلم رأى الله، وعرف كل شيء وشاهد الكون أعلاه وأسفله.
بل النبي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - مكث ثلاث عشرة سنة في مكة لا يعلم أين سيهاجر بعد ذلك، وبعد الهجرة خرج إلى أبي سفيان ففاته واصطدم بجيش المشركين، وجاءه المشركون في المدينة المرة تلو المرة يزعمون أنهم قد آمنوا ويطلبون منه أن يرسل لهم من يعلمهم القرآن فكان يرسل معهم خيرة القراء، فيغدرون بهم في الطريق. فغدر المشركون بأربعين رجلًا من المسلمين مرة واحدة، وسبعة مرة، ولو علم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ما يكون من أمر الله ـ بل لو علم أن هؤلاء الكفرة الأعراب يكذبون عليه ـ لما أسلم لهم أصحابه.
وحُبس المسلمون ـ ومعهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ـ يومًا وليلة في مكان ليس فيه ماء؛ لأن عائشة - رضي الله عنها - قد فقدت عقدًا لها، ولو كان هناك كشف صوفي على ما يصوره الصوفية ويزعمونه لعلموا أين عقد عائشة - رضي الله عنها - الذي كان تحت بعيرها ولم يفطن إليه أحد من المسلمين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -.
ورمى المنافقون السيدة عائشة بالزنا ـ شرفها الله وحماها وبرأها ولعن الله من سبها ـ ومكث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - شهرًا كاملًا لا يدري ما يقول، وكان يستفتي أصحابه ويسأل علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد، وبريرة خادمته ومولاته هل رأوا على عائشة شيئًا. ولم يستطع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يعلم حقيقة الأمر حتى أنزل الله براءتها من السماء. هذا إلى العشرات والمئات من الوقائع التي تبين أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ـ وأكرم خلق الله من البشر على الله ـ لم يكن يطلع على شيء من الغيب إلا ما أطلعه الله بحكم النبوة.
شبهة: روى أبو بكر بن خلاد في " الفوائد "(١/ ٢١٥ / ٢): حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أيوب بن خوط عن عبد الرحمن السراج عن نافع أن عمر بعث سرية فاستعمل عليهم رجلًا يقال له سارية، فبينما عمر يخطب يوم الجمعة فقال:«يا سارية الجبل، يا سارية الجبل». فوجدوا سارية قد أغار إلى الجبل في تلك الساعة يوم الجمعة وبينهما مسيرة شهر.