لكم» إشارة إلى بطلان الحديث المشهور على ألسنة الناس:«أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر».ونحوه من الأحاديث التي تقول بأنه - صلى الله عليه وآله وسلم - خُلق من نور، فإن هذا الحديث دليل واضح على أن الملائكة فقط هم الذين خلقوا من نور، دون آدم وبنيه».
* ونحيل القارئ إلى الرسالة المسمّاة (مرشد الحائر لبيان وضع حديث جابر) تأليف أحد كبار دعاة الصوفية: عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري (١) ١) المتوفى سنة ١٤١٣هـ الذي يصفه الصوفية بمحدث الديار المغربية والبلاد الأفريقيّة، وفيها الردّ الوافي على القائلين بأن أوّل ما خلق الله نور النبيّ محمّد - صلى الله عليه وآله وسلم -.
* ونقتبس منها الآتي (بتصرف):
* «فهذا جزء سمّيتُه:(مرشد الحائر لبيان وضع حديث جابر)، أردت به تنزيه النبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم - عمّا نُسب إليه مما لم يصح عنه ويُعدّ من قبيل الغلو المذموم، ومع ذلك صار عند العامة وكثير من الخاصة معدودًا من الفضائل النبويّة التي يكون إنكارها طعنًا في الجناب النبويّ عندهم، ولا يدركون ما في رأيهم وقولهم من الإثم العظيم الثابت في قول النبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار»(رواه البخاري ومسلم وليس في حديث البخاري (متعمدًا)).
والذي يصفه بما لم يثبت عنه كاذب عليه واقع في المحذور إلاّ أن يتوب، ولا يكون مدحه عليه الصلاة والسلام شافعًا له في الكذب عليه. فإن فضائل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إنما تكون بالثابت المعروف حذرًا من الكذب المتوعَّد عليه بالنار.
* وقد وردت أحاديث في هذا الموضوع باطلة، وجاءت آراء شاذة عن التحقيق عاطلة، أُبينها في هذا الجزء بحول الله.
* روى عبد الرزاق ـ فيما قيل ـ عن جابر - رضي الله عنه - قال: «قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أخبرني عن أول شئ خلقه الله قبل الأشياء.
(١) إنما نقلت كلامه حجة على أتباعه الصوفية، وإلا ففي كتبه كثير من الضلال.