* ما يوجد في كتب المولد النبويّ من أحاديث لا خطام لها ولا زمام هي من الغلو الذي نهى الله ورسوله عنه، فتحرم قراءة تلك الكتب. والنبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول:«من حدّث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين»(رواه مسلم) يُرَى بضم الياء: معناه يُظَنّ.
* وفضل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ثابت في القرءان الكريم، والأحاديث الصحيحة، وهو في غِنًى عما يقال فيه من الكذب والغلو، وقال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ». (رواه البخاري). (انتهى المقصود من كلام الغماري).
وأخيرًا. .. سؤال موجه إلى هؤلاء القائلين بأن الرسولَ - صلى الله عليه وآله وسلم - هو أول خلق الله:
يقال لهم: ألستم تعتقدون أن إبليس خُلِق قبل ءادم؟ فيقولون: بلى؛ للنص الوارد في القرآن وهو قوله تعالى:{وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ} فيقال لهم: وهل سَبْقُ إبليسَ آدم - عليه السلام - بالخلق يقتضي أفضليته؟ فلا شك أنهم لا يقولون إن ذلك يقتضي أفضلية إبليس. فيقال لهم: لماذا تتشبثون بقولكم «الرسول أولُ خلق الله» وأي طائل تحت قولكم هذا؟!
تنبيه: قال أحد الصوفية (كما هو منشور على أحد مواقعهم على الشبكة العنكبوتية): «التمادي على دعوى القول بأن نور محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - أول خلق الله لا يزيد الكافرين إذا سمعوا ذلك إلا نفورًا من الإسلام واستبشاعًا له، فأيُّ فائدة للتعصب لهذا الحديث؟! فهذا الحديث تَنْفِرُ الكفارُ عند سماعه من بعض المسلمين نفورًا زائدًا على نفورهم الأصلي من الإسلام. فلقد ذكر لي رجلٌ يُدعَى أبا علي ياسين من أهل الشام أنَّ نصرانيًّا قال له: «كيف تقولون أنتم: محمد آخر الأنبياء، وتقولون: إنه أول خلق الله؟» وذلك نشأ عنده لما كان يسمع من بعض المؤذنين قولهم عقب الأذان على المنائر: «يا أول خلق الله وخاتم رسل الله»، قال أبو علي ياسين: فلم أجد جوابًا.