إلى مكة وتأتي به وتأتيه بأشخاص في صورة جميلة وتقول له هذه الملائكة أرادوا زيارتك فيقول في نفسه: كيف تصوروا بصورة المردان (١)؟! فيرفع رأسه فيجدهم بلحى، ويقول له: علامة إنك أنت المهدي إنك تنبت في جسدك شامة فتنبت ويراها وغير ذلك، وكله من مكر الشيطان.
* كرامات الأولياء لابد أن يكون سببها الإيمان والتقوى فما كان سببه الكفر والفسوق والعصيان فهو من خوارق أعداء الله لا من كرامات أولياء الله.
فمن كانت خوارقه لا تحصل بالصلاة والقراءة والذكر وقيام الليل والدعاء وإنما تحصل عند الشرك: مثل دعاء الميت والغائب أو بالفسق والعصيان وأكل المحرمات: كالحيات والزنابير والخنافس والدم وغيره من النجاسات ومثل الغناء والرقص، لا سيما مع النسوة الأجانب والمردان، وحالة خوارقه تنقص عند سماع القرآن وتقوى عند سماع مزامير الشيطان فيرقص ليلًا طويلًا فإذا جاءت الصلاة صلى قاعدًا أو ينقر الصلاة نقر الديك، وهو يبغض سماع القرآن وينفر عنه ويتكلفه ليس له فيه محبة ولا ذوق، ويحب سماع المكاء والتصدية ويجد عنده مواجيد. فهذه أحوال شيطانية، وهو ممن يتناوله قوله تعالى:{وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}(الزخرف:٣٦)
* ولقد أخبر بعض الشيوخ بصورة مكاشفة ومخاطبة فقال: يُرِيني الجن شيئًا براقًا مثل الماء والزجاج ويمثلون له فيه ما يُطلَب منه الإخبار به، قال: فأخبِر الناس به ويوصلون إليَّ كلام من استغاث بي من أصحابي فأجيبه فيوصلون جوابي إليه.
وكان كثير من الشيوخ الذين حصل لهم كثير من هذه الخوارق إذا كذب بها من لم يعرفها وقال: إنكم تفعلون هذا بطريق الحيلة كما يدخل النار بحجر الطلق وقشور النارنج ودهن الضفادع وغير ذلك من الحيل الطبيعية فيعجب هؤلاء المشايخ ويقولون: نحن والله لا نعرف شيئًا من هذه الحيل.
(١) الأَمْرَدُ: الشابُّ الذي بلغَ خروج لِحْيته، ونبَت شاربه، ولم تبْدُ لحيته.