للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[آداب العلاقة بالإخوان والأصدقاء]

وأما الإخوان والأصدقاء فعليك فيهم وظيفتان:

[الوظيفة الأولى: مراعاة شروط الصحبة]

فينبغي أن تطلب أولاً شروط الصحبة والصداقة، فلا تؤاخ إلا من يصلح للإخوة والصداقة، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)) (١).

فإذا طلبت رفيقًا ليكون شريكك في التعلم، وصاحبك في أمر دينك ودنياك، فراعِ فيه ست خصال (٢):

الأولى: العقل:

فلا خير في صحبة الأحمق، فإلى الوحشة والقطيعة يرجع آخرها، وأحسن أحواله أن يضرك

وهو يريد أن ينفعك، والعدو العاقل خير من الصديق الأحمق، قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -:

فَلا تَصحَب أَخا الجَهلِ ... وَإِياكَ وَإِياهُ

فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى ... حَليماً حِينَ آَخاهُ

يُقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ ... إذا ما المَرءُ ماشاهُ

كَحَذو النعلِ بِالنَعلِ ... إِذا ما النعل حاذاهُ

وَلِلشَيء مِنَ الشَيء ... مَقاييِسُ وَأَشباهُ

وَلِلقَلبِ عَلى القَلبِ ... دَليلٌ حِينَ يَلقاهُ


(١) رواه الإمام أحمد (٨٠١٥، ٨٣٩٨)، وأبو داود (٤٨٣٣)، والترمذي (٢٣٧٨) وحسنه، وتبعه السيوطي رحمه الله فرمز لحسنه في "الجامع الصغير" (٤٥١٦)، وتعقبه شارحه بقوله: "هو أعلى من ذلك؛ فقد قال النووي في "رياضه" (٣٧٣): إسناده صحيح"! وفيه نظر، فإن في الإسناد ضعفًا. لكن للحديث طريق أخرى حسنه بها الألباني في "الصحيحة" (٩٢٧).
(٢) ذكر الإمام الغزالي (رحمه الله) خمسًا، وزدت أنا "الوفاء"، وقد ندر في زماننا جدًا، حتى أصبح أعز من عنقاء مُغرب، فقد مُحي هذا المصطلح من معجم أخلاق كثير من الناس، إلا مَن رحم ربك، وقليل ما هم، والله المستعان.

<<  <   >  >>