فلا تصحب من ساء خلقه، وهو الذي لا يملك نفسه عند الغضب والشهوة، وقد جمعه علقمة العطاردي رحمه الله تعالى في وصيته لابنه لما حضرته الوفاة، فقال:((يا بني! إذا أردت صحبة إنسان فاصحب من إذا خدمته صانك، وإن صحبته زانك، وإن قعدت بك مؤنة مانك.
اصحب من إذا مددت يدك بخير مدها، وإن رأى منك حسنة عدها، وإن رأى منك سيئة سدها)).
وقال علي - رضي الله عنه -:
إِن أخاك الحق من كان معك ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك شتت فيك شمله ليجمعك
الثالثة: الصلاح
فلا تصحب فاسقًا مصرًا على معصية كبيرة؛ لأن من يخاف الله لا يصر على كبيرة، ومن لا يخاف الله لا تؤمن غوائله، بل يتغير بتغير الأحوال والأعراض، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:{وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُه فُرُطًا}[الكهف: ٢٨].
فاحذر صحبة الفاسق؛ فإن مشاهدة الفسق والمعصية على الدوام تزيل عن قلبك كراهية المعصية، وتهون عليك أمرها، ولذلك هان على القلوب معصية الغيبة لإلفهم لها، ولو رأوا خاتمًا من ذهب أو ملبوسًا من حرير على فقيه لاشتد إنكارهم عليه! والغيبة أشد من ذلك.
الرابعة: ألا يكون حريصًا على الدنيا
فصحبة الحريص على الدنيا سم قاتل؛ لأن الطباع مجبولة على التشبه والاقتداء، بل الطبع يسرق من الطبع من حيث لا يدري، فمجالسه الحريص تزيد في حرصك، ومجالسه الزاهد تزيد في زهدك.
الخامسة: الوفاء، فلا خير في صحبة اللئيم، وقد أجمع الحصفاء الألباء من بني آدم على أن الإحسان إلى اللئيم إساءة، حتى قال سفيان الثوري (رحمه الله): ((وجدنا أصل كل عداوة اصطناع المعروف إلى اللئام)) أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(٦/ ٣٦٧/٩٢٧٧).