فإياك أن تلعن شيئًا مما خلق الله تعالى من حيوان أو طعام أو إنسان بعينه، ولا تقطع بشهادتك على أحد من أهل القبلة بشرك أو كفر أو نفاق، فإن المطلع على السرائر هو الله تعالى، فلا تدخل بين العباد وبين الله تعالى، واعلم أنك يوم القيامة لا يقال لك: لِم لمَ تلعن فلانًا ولم سكت عنه؟!. بل لو لم تعلن إبليس طول عمرك ولم تشغل لسانك بذكره لم تُسأل عنه ولم تطالب به يوم القيامة، وإذا لعنت أحدًا من خلق الله تعالى طُولبت به.
ولا تذم شيئًا مما خلق الله تعالى، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يذم الطعام الرديء قط، بل كان إذا اشتهى شيئًا أكله وإلا تركه (١).
****
(١) أخرجه البخاري (٥٤٠٩)، ومسلم (٢٠٦٤)، وأحمد (٢/ ٤٧٤، ٤٨١)، وأبو داود (٣٧٦٣)، والترمذي (٢٠٣١)، وابن ماجة (٣٢٥٩). وفي رواية لمسلم: "وإن لم يشتهه سكت" أي عن عيبه. قال ابن بطال رحمه الله: "هذا من حسن الأدب؛ لأن المرء قد لا يشتهي الشيء ويشتهيه غيره، وكل مأذون في أكله من قبل الشرع ليس فيه عيب " اهـ من "فتح الباري".