للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باب

آداب الصلاة (١)

إذا فرغت من طهارة الحدث وطهارة الخبث في البدن والثياب والمكان، ومن ستر العورة من السرة إلى الركبة .. فاستقبل القبلة، واستو قائمًا، وأحضر قلبك ما أنت فيه، وفرغه من الوساوس، وانظر بين يدي من تقوم ومن تناجي، واستح أن تناجي مولاك بقلب غافل وصدر مشحون بوساوس الدنيا وخبائث الشهوات.

واعلم: أن الله تعالى مطلع على سريرتك وناظر إلى قلبك، فإنما يتقبل الله من صلاتك بقدر خشوعك وخضوعك وتواضعك وتضرعك، واعبده في صلاتك كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

فإن لم يحضر قلبك ولم تسكن جوارحك لقصور معرفتك بجلال الله تعالى، فقدر أن رجلاً صالحاً من وجوه أهل بيتك ينظر إليك ليعلم كيف صلاتك؛ فعند ذلك يحضر قلبك وتسكن جوارحك، ثم ارجع إلى نفسك وقل: يا نفس السوء! ألا تستحين من خالقك ومولاك إذ قدرت إطلاع عبد ذليل من عباده عليكِ، وليس بيده ضرك ولا نفعك، خشعت جوارحك، وحسنت صلاتك، ثم إنك تعلمين أنه مطلع عليك ولا تخشعين لعظمته أهو -تعالى- عندكِ أقل من عباده؟! فما أشد طغيانك وجهلك! وما أعظم عداوتك لنفسك!.

وعالج قلبك بهذه الحيل فعسى أن يحضر معك في صلاتك؛ فإنه ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها، وأما ما أتيت مع الغفلة والسهو فهو إلى الاستغفار والتكفير أحوج.


(١) أوصيك أيها القارئ الكريم بقراءة كتاب "صفة صلاة النبي من التكبير إلى التسليم كأنك تراها" لمحدث الشام العلامة محمد ناصر الدين الألباني (رحمه الله تعالى)، فإنه كتاب فريد في بابه، وحيد في محرابه، لم يأتِ أحد بمثاله، ولم ينسج على منواله ... وهو مطبوع متداول، والحمد لله. وقد نقلت هنا تلخيصَ شيخنا العلامة عبد العظيم بن بدوي (حفظه الله وأمتع المسلمين بطول حياته) لهذا الكتاب المبارك بتصرف يسير، والله الموفق.

<<  <   >  >>