للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[آداب اللسان]

وأما اللسان: فإنما خلق لتكثر به ذكر الله تعالى وتلاوة كتابه، وترشدن به خلق الله تعالى إلى طريقه، وتظهر به ما في ضميرك من حاجات دينك ودنياك، فإذا استعملته في غير ما خلق له فقد كفرت نعمة الله تعالى فيه، وهو أغلب أعضائك عليك وعلى سائر الخلق، فـ ((أكثر خطايا ابن آدم في لسانه)) (١)، ((وهل يكب الناسَ في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟)) (٢) كذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

فاستظهر على لسانك بغاية قوتك حتى لا يكبك في قعر جهنم، ففي الخبر: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب)) (٣). ... ولله در من قال:

احفظ لسانك أيها الإنسان ... لا يلدغنك إنه ثعبان

كم في المقابر من قتيل لسانه ... قد كان هاب لقاءه الشجعان

فاحفظ لسانك من ثمانية:


(١) أخرجه الطبراني في "الكبير" وقال الحافظ المنذري: "رواته رواة الصحيح. ورواه أبو الشيخ في "الثواب"، والبيهقي بإسناد حسن"، وحسنه كذلك الحافظ العراقي في "المغني". وانظر "المجمع" (١٠/ ٢٩٩ - ٣٠٠)، و"الصحيحة" (٥٣٤).
(٢) أخرجه الإمام أحمد (٥/ ٢٣١)، والترمذي (٢٦١٦) وقال: "حسن صحيح"، وابن ماجة (٣٩٧٣)، وله شواهد. قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في "جامع العلوم والحكم": "المراد بحصائد الألسنة: جزاء الكلام المحرم وعقوباته؛ فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات، ثم يحصد يوم القيامة ما زرع، فمن زرع خيرًا من قول أو عمل حصد الكرامة، ومن زرع شرًا من قول أو عمل حصد غدًا الندامة " اهـ.
(٣) أخرجه البخاري (٦٤٧٧)، ومسلم (٢٩٨٨) واللفظ له.

<<  <   >  >>