للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما تحاب اثنان في الله إلا كان أفضلهما أشدهما حبًا لصاحبه)) (١).

وآداب الصحبة:

الإيثار بالمال، فإن لم يكن هذا، فبذل الفضل من المال عند الحاجة. والإعانة بالنفس في الحاجات على سبيل المبادرة من غير إحواج إلى التماس. وكتمان السر. وستر العيوب.

والسكوت على تبليغ ما يسوؤه من مذمة الناس إياه. وإبلاغ ما يسره من ثناء الناس عليه.

وحسن الإصغاء عند الحديث، وترك المماراة فيه. وأن يدعوه بأحب أسمائه إليه. وأن يثني عليه بما يعرف من محاسنه إن لم يخش مفسدة. وأن يشكره على صنيعه في وجهه.

وأن يذب عنه في غيبته إذا تُعرِّض لعرضه كما يذب عن نفسه.

وأن ينصحه باللطف والتعريض إذا احتاج إليه. وأن يعفو عن زلته وهفوته ولا يعتب عليه. ... وأن يدعو له في خلوته في حياته وبعد مماته. وأن يحسن الوفاء مع أهله وأقاربه بعد موته.

وأن يؤثر التخفيف عنه فلا يكلفه شيئًا من حاجاته. ويروح قلبه من مهماته.


(١) رواه أبو يعلى (٦/ ٣٤١٩) من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - وقال المنذري وتبعه الهيثمي (١٠/ ٢٧٦): "رواته رواة الصحيح إلا مبارك بن فضالة" وهو صدوق يدلس وقد صرح بالتحديث كما عند البخاري في "الأدب المفرد" (٥٤٤)؛ فالإسناد حسن، وصححه ابن حبان (٥٦٦) واللفظ المزبور له، والحاكم (٧٣٢٣). وله شاهد من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - عزاه المنذري للطبراني وقال: "إسناده جيد قوي".
تنبيه: قال الشيخ الألباني (رحمه الله وطيب ثراه) في "الصحيحة" (٤٥٠) بعد تخريجه للحديث وعزوه إياه لابن حبان وغيره: "تنبيه": جميع روايات الحديث بلفظ (رجلان). وأما الغزالي فذكره في "الإحياء" (٢/ ١٣٩) بلفظ (اثنان). ولم أجده في شيء من هذه الروايات "اهـ. وأقول: اللفظ الذي ذكره الإمام الغزالي -رحمه الله- هو لفظ ابن حبان (٥٦٦ - إحسان)، وبهذا اللفظ أورده الحافظ السيوطي في "الجامع الصغير" (٧٨٦٧) وعزاه للبخاري في "الأدب المفرد"، وابن حبان، والحاكم. ورمز لصحته. والله الموفق لا رب سواه.

<<  <   >  >>