للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينام على فراشه حتى يقرأ سورتي: الإسراء، والزمر (١).

وأوصى (صلى الله عليه وسلم) إنسانًا فقال له: ((إذا أخذت مضجعك من الليل فاقرأ: {قل يا أيها الكافرون} ثم نَمْ على خاتمتها؛ فإنها براءة من الشرك)) (٢).

وفي "صحيح مسلم" [في كتاب الذكر والدعاء والتوبة - حديث رَقْم (٢٧١٢)] عن عبد الله بن عمر أنه أمر رجلاً إذا أخذ مضجعه قال: ((اللهم خَلَقْتَ نفسي وأنت تَوَفَّاها، لك مَمَاتُها وَمَحْيَاها، إن أَحْيَيْتَهَا فاحْفَظْهَا، وإن أَمَتَّهَا فاغفر لها. اللهم! إني أسألك العافية)).

فقال رجل لابن عمر: أَسَمِعْتَ هذا مِن عُمَرَ؟

فقال: مِن خَيْرٍ من عمرَ، من رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

ثم روى مسلم (رحمه الله) (٢٧١٣) عن سهيل بن أبي صالح قال: كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام، أن يَضْطَجِعَ على شِقِّهِ الأيمن، ثم يقول:

((اللهم! رَبَّ السماوات وربَّ الأرض ورَبَّ العرش العظيم، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيء، فالقَ الحب والنوى، ومُنْزِلَ التوراةِ والإنجيلِ والفرقان، أعوذ بك من شر كُلِّ شيء أنت آخِذٌ بناصيته.

اللهم! أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفقر)) وكان يروي ذلك عن أبي هريرة (رضي الله عنه)، عن النبي (صلى الله عليه وسلم).


(١) رواه الإمام أحمد (٦/ ٦٨، ١٢٢، ١٨٩)، والترمذي (٢٩٢٠، ٣٤٠٥) وحسنه، وصححه ابن خزيمة (١١٦٣).
(٢) أخرجه الإمام أحمد (٥/ ٤٥٦)، وأبو داود (٥٠٥٥)، والترمذي (٣٤٠٣)، والدارمي (٣٤٢٧) وغيرهم، وهو حديث حسن كما جزم بذلك شيخنا الحويني - حفظه الله - في "النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة" تحت الحديث رقم (١٤٦)، وقد صححه ابن حبان (٧٨٩، ٧٩٠)، والحاكم (٢٠٧٧)، ووافقه الذهبي، وأقره المنذري، ورمز له السيوطي بالصحة في "الجامع الصغير" (٣٦٧)، وراجع "فيض القدير" (١/ ٣٢٤ - ٣٢٥)، و"مجمع الزوائد" (١٠/ ١٢١).

<<  <   >  >>