وهذا الاتصال بين الروح والجسد ينقطع أحيانا، ويتصل أحيانا، فتكون للروح سرعة أكثر من سرعتها وهي ملتصقة بالجسد في الحياة الدنيا، وعلى هذا حمل العلماء صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالنبيين إماما في المسجد الأقصى وصلوا وراءه، ثم عرج به إلى سدرة المنتهى ورأى إخوانه من النبيين في السماوات السبع.
قالوا: كيف قابلهم في الأرض ثم قابلهم في السماء؟ قال بعض العلماء: إن سرعة الروح غير سرعة الجسد، فقابلهم في السماوات السبع أرواحا عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين.
والذي يعنينا أن علاقة الروح بالجسد تدل في المقام الأول على عظمة الخالق جل جلاله، وأن هناك رباً خالق للخلائق كلها، يدبرها تبارك وتعالى كيف يشاء، ويفعل فيها ما يريد، وأنه جل وعلا حكم بالنجاة لأهل الإيمان والعمل الصالح، وحكم بالخسران والخيبة على أهل الكفر والعمل السيئ، وأنه جعل الدنيا مزرعة للآخرة، وزهرة حائلة، ونعمة زائلة، ولا بد من لقائه تبارك وتعالى.