ويتبع ذلك أو يسبقه -لا ندري بالتحديد- خروج الدابة، فالله تعالى يقول:{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ}[النمل:٨٢].
وقوله تبارك اسمه وجل ثناؤه:{تُكَلِّمُهُمْ}[النمل:٨٢] صريح واضح جداً في أن هذه الدابة تخاطب الناس، وجاء في حديث صحيح أنها تسم الناس على خراطيمهم ثم يعمرون أي: يكبرون، وينقطع أثرها، فيأتي الرجل فيشتري الثوب فيسأل: ممن اشتريته؟ فيقول: اشتريته من ذلك الموسوم.
أي: من ذلك الرجل الذي عليه وسم على خرطومه، أي: على أنفه، فتسم المؤمن أو تسم الكافر، أي: تميز أهل الكفر من أهل الإيمان ولا ريب في أن هذه علامة كبرى تدل على قرب قيام الساعة.
ولم يرد نص صريح في مكان خروج الدابة، ولكن نقل عن ابن عمر أنها تخرج من جبل الصفا، وإن صح الإسناد فقول ابن عمر أحب إلينا من قول غيره، وإن لم يصح الإسناد -والعلم عند الله- فالله أعلم من حيث تخرج، وأياً كان الأمر فإن الله أخبر بخروجها ونحن نؤمن بخروجها؛ لأن الله ورسوله عليه الصلاة والسلام أخبرا بذلك.