لقد كان الإنسان جنينا لا يدري عن تلك الحياة شيئاً، وكان قبل ذلك في أصلاب آبائه وأرحام أمهاته، ثم كان جسدا حيا يغدوا ويروح، ثم لا يلبث أن تقضى حياته ويعيش في حياة البرزخ، ثم يذكره الناس جيلا بعد جيل حتى ينسوه، أو يكادوا.
يسلم المرء أخوه للمنايا وأبوه وأبو الأبناء لا يبقى ولا يبقى بنوه رب مذكور لقوم غاب عنهم فنسوه ابتنى الناس من البنيان مالم يسكنوه طلب الناس من الـ آمال مالم يدركوه جمع الناس من الأموال مالم يأكلوه عش بما شئت فمن تبره دنياه تسوه وبعد ذلك يكون اللقاء بين يدي الرب تبارك وتعالى، ويجتمع الخلائق برهم وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم بين يدي الله، وهذا ما يسمى بالبعث والنشور.