والعبرة من هذا الخوض في أشراط الساعة ينبغي أن تكون في المقام الأول في أن يبعث الإنسان على العمل، فالله يقول:{وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا}[الشورى:١٨]، أي: من وقوع الساعة، بخلاف الذي لا يؤمن بها أصلاً فلو أخبرته أو لم تخبره عن الساعة فإنه لا يبالي ولا يسعى إلى عمل، وإنما العبرة بالعمل؛ لأن الذي عليه مدار النجاة هو الإيمان والعمل الصالح بعد رحمة الله تبارك وتعالى.
يقول الله تعالى:{يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}[الأنعام:١٥٨]، فعندها تنقطع التوبة، فلو أن أحداً تاب وندم وفزع ورجع فهذا لا يقبل، نسأل الله العافية.
كما أنه -على وجه العموم- لا تقبل التوبة إذا بلغت الروح الحلقوم؛ فإن الله جل وعلا لا يقبلها من صاحبها؛ لأنه قد عاين الموت وراءه، ومن رأى الموت عياناً وغرغرت روحه وبلغت الحلقوم لا يقبل الله جل وعلا توبته.
فإذا طلعت الشمس من المغرب ورآها الناس من المغرب لم يبق شيء يمكن أن يخوفوا به أو علامة أو أمارة تدل على قرب الساعة أعظم من هذا، فربما آمن أقوام، فلا يقبل الله جل وعلا إيمانهم.