بثينة؛ قالت: يا جميل أربتني فقلت: كلانا يا بثين مريب والريب قريب من الشك وفيه زيادة؛ كأنه ظن السّوء؛ تقول: رابني أمر فلان إذا ظننت به سوء وتوهّمته حتى ينكشف، فهو قلة يقين كما في قوله تعالى: لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ [التوبة:١١٠].لهذا كان الريب قريبا من الشكّ؛ لأنه كما قال الجويني: «الشك ما استوى فيه اعتقادان أو لم يستويا، ولكن لم ينته أحدهما إلى درجة الظهور الذي يبني عليه العاقل الأمور المعتبرة» والريب ما لم يبلغ درجة اليقين وإن ظهر نوع ظهور، فالشك يسبق الريب؛ لأنه سبب الريب، فهو مبدأ له كما أن العلم مبدأ اليقين. قال الكفوي وغيره: «والريب قد يجيء بمعنى القلق والاضطراب، والحديث [دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإنّ الصّدق طمأنينة والكذب ريبة]». ينظر: مفردات غريب القرآن للراغب: ص ٣٦٨،تحقيق صفوان عدنان. والكليات للكفوي: ص ٥٢٨.وكتاب الغريبين للهروي: ج ٣ ص ٨٠٢.والقاموس المحيط للفيروزآبادي.