(٢) المعارج ١/-٢. (٣) حين تهيمن أجواء مشاعر العداء والحسد والبغض على عقل الإنسان تجعل منه قطعة من الجهل، بحيث لا يتفكّر على سواء، وإلا فإن الإنصاف يقتضي أن يطالب المرء بالحجة والبرهان، ويخاصم بالحجة والبرهان حتى يتأتى الرّجحان، هذا في الظنون. أما في الأمور المحكمات فما عليه إلا الإجابة لمطالبها حال السماع وإيضاح أمرها. في الجامع لأحكام القرآن: ج ٧ ص ٣٩٨؛ قال القرطبي: ((حكي أنّ ابن عباس لقيه رجل من اليهود؛ فقال اليهوديّ: ممّن أنت؟ قال: من قريش. فقال: أنت من القوم الذين قالوا: اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ ... الآية. فهلا عليهم أن يقولوا: إن كان هذا هو الحقّ من عندك فاهدنا له! إنّ هؤلاء قوم يجهلون. قال ابن عباس: وأنت يا إسرائيلي، من القوم الذين لم تجفّ أرجلهم من بلل البحر الذي أغرق فيه فرعون وقومه، وأنجى موسى وقومه؛ حتى قالوا: اِجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ فقال لهم موسى: إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ فأطرق اليهوديّ مفحما)). فمثل هذا يسخر لا ليتّعظ، بل ليهزأ، فكان جوابه على ما يستحقّ فبكت.