للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثمّ أخذ جبريل بيدي، وانطلق بي إلى الصّخرة فصعد بي عليها. وإذا معراج أصله على صخرة بيت المقدس ورأسه ملتصق بالسّماء، إحدى عارضيه من ياقوتة حمراء والأخرى زبرجدة خضراء، ودرجه زمرّد مكلّل بالدّرّ والياقوت، فاحتملني جبريل حتّى وضعني على جناحيه، ثمّ صعد بي ذلك المعراج حتّى وصل بي إلى السّماء الدّنيا.

فقرع الباب فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قالوا: من معك؟ قال: محمّد صلّى الله عليه وسلّم.

ففتحوا الباب فدخلنا، فقالوا: مرحبا ولنعم المجيء جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: فأتيت على آدم فسلّمت عليه، فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: أبوك آدم، فسلّمت عليه فقال: مرحبا بك، بالابن الصّالح والنّبيّ الصّالح.

ثمّ انطلقنا حتّى أتينا السّماء الثّانية، فاستفتح جبريل ففتحوا لنا وقالوا: مرحبا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولنعم المجيء جاء رسول الله، فأتيت على عيسى ويحيى فقلت: يا جبريل من هذان؟ قال: عيسى ويحيى ابنا الخالة، فسلّمت عليهما، فقالا: مرحبا بالأخ الصّالح والنّبيّ الصّالح.

ثمّ انطلقنا إلى السّماء الثّالثة فاستفتح جبريل، فقالوا: من هذا؟ قال: جبريل ومعي محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ففتحوا وقالوا: مرحبا به ولنعم المجيء جاء، قال: فأتيت على يوسف عليه السّلام فقال: مرحبا بالأخ الصّالح.

ثمّ أتينا السّماء الرّابعة فكان من الاستفتاح والجواب مثل ما تقدّم، فوجدت إدريس فقال لي: مرحبا بالأخ الصّالح والنّبيّ الصّالح. وفي السّماء الخامسة وجدت هارون فقال لي كذلك، وفي السّماء السّادسة وجدت موسى فقال لي كذلك، وفي السّماء السّابعة وجدت إبراهيم فقال لي: مرحبا بالابن الصّالح والنّبيّ الصّالح.

ثمّ رفعت إلى سدرة المنتهى، وإنّ نبقها مثل قلال هجر، وورقها كأذان الفيلة، ورأيت أربعة أنهار تجري من أصلها، فقلت يا جبريل ما هذه الأنهار؟ فقال: النّهران الباطنان في الجنّة، وأمّا النّهران الظّاهران فالنّيل والفرات، وفيها ملائكة لا يعلم عددهم إلاّ الله، ومقام جبريل في وسطها، فلمّا انتهيت إليها فقال لي جبريل: تقدّم، فقلت: تقدّم أنت يا جبريل! فقال: بل تقدّم أنت يا محمّد؛ فأنت أكرم على الله منّي.

<<  <  ج: ص:  >  >>