للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكنّ العقل والحياء يكفّني ... وأكرم بعلي أن تنال مواكبه

ثمّ قال: يا أمير المؤمنين قال الله تعالى: {(وَلا تَجَسَّسُوا)} قال: صدقت، وانصرف) (١).

قوله تعالى: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً؛} أي لا يتناول بعضكم بعضا بظهر الغيب بما يسوء مما هو فيه، فإن يتناوله بما ليس فيه فهو بهتان، وسئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الغيبة فقال: [أن تذكر من الرّجل ما يكرهه إذا سمعه] فقيل: يا رسول الله، وإن كان حقّا؟ فقال: [وإن كان حقّا، وأمّا إذا كان باطلا فهو البهتان] (٢).

وعن جابر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: [إيّاكم والغيبة، فإنّ الغيبة أشدّ من الزّنى] قيل: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: [إنّ الرّجل يزني ويتوب، فيتوب الله عليه، وإنّ صاحب الغيبة لا يغفر له حتّى يغفر له صاحبه] (٣).وقال صلّى الله عليه وسلّم: [إذا اغتاب أحدكم أخاه فليستغفر له، فإنّ ذلك كفّارة له] (٤).

وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: (جاء ماعز إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: إنّي زنيت، فأعرض عنه حتّى أقرّ أربع مرّات، فأمر برجمه، فمرّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على رجلين يذكران ماعزا،


(١) في الدر المنثور: ج ٧ ص ٥٦٧؛ قال السيوطي: (أخرجه عبد بن حميد والخرائطي في مكارم الأخلاق عن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف عن المسور بن مخرمة عن عبد الرحمن بن عوف) وذكره من غير ذكر الشعر. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف: باب التجسس: الحديث (١٨٩٣٩).وأخرجه الثعلبي بكماله في التفسير: ج ٩ ص ٨٣.
(٢) أخرجه مسلم في الصحيح: كتاب البر والصلة: باب تحريم الغيبة: الحديث (٢٥٨٩/ ٧٠).وأبو داود في السنن: كتاب الأدب: باب في الغيبة: الحديث (٤٨٧٤).والترمذي في الجامع: كتاب البر والصلة: باب ما جاء في الغيبة: الحديث (١٩٣٤).
(٣) أخرجه الثعلبي في الكشف والبيان: ج ٩ ص ٨٥ عن جابر وأبي سعيد رضي الله عنهما. وأخرجه الطبراني في الأوسط: ج ٧ ص ٣٠٦:الحديث (٦٥٨٦).وفي مجمع الزوائد: ج ٨ ص ٩٢؛قال الهيثمي: (رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو متروك).
(٤) ذكره ابن الجوزي في الموضوعات: ج ٣ ص ١٨.والسيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة: ج ٢ ص ١٦٢.والشوكاني في الفوائد: ص ٢٣٣.وابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال: ج ٤ ص ٢٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>