للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل إن إسناده من أصح الأسانيد، رجاله كلهم جبال في الثقة والضبط؛ ولا أظن أن هذا مما خفي على الشيخ فهو عند ابن جرير في الموضع الذي أخذ منه الشيخ الألباني أثر قتادة وابن عباس ولكنه غفر الله له عزا هذا الأثر إلى السيوطي في الدر، ولم يعزه إلى ابن جرير الطبري!! علاوة على أن قتادة من صغار التابعين لم يرَ إلا عددا من الصحابة فجُلّ رواياته عن

التابعين. (١) أما عبيدة السلماني فهو من كبار التابعين وأعلامهم (٢)، ومخضرم ثقة ثبت، أسلم قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بسنتين ولم يره، نزل المدينة في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وعاصر الصحابة ولم يزل بها حتى مات؛ وبذلك فهو إنما يفسر ما كان سائداً في المجتمع الذي كان يمثله أجلة الصحابة - رضي الله عنهم - وأكابر الأمة الذين نزل بينهم القرآن وعليهم مدار هذا الدين.

قال عنه ابن عبد البر: هو من كبار أصحاب ابن مسعود الفقهاء. (٣) وقال الذهبي: عبيدة السلماني الكوفي الفقيه العلم، كاد أن يكون صحابياً، أسلم زمن الفتح باليمن وأخذ العلم عن علي بن أبي طالب وابن مسعود وبرع في الفقه، وكان ثبتا في الحديث، وقال العجلي؛ عبيدة أحد أصحاب عبد الله بن


(١) وانظر تقريب التهذيب ١/ ٧٥.
(٢) قال النووي في التقريب (ص/ ٣٤): اتفق علماء الطوائف على أن قول التابعي الكبير: قال رسول الله كذا أو فعله يسمى مرسلاً. اهـ وقول عبيدة تفسير للآية بما كان عليه الصحابة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(٣) الاستيعاب ٣/ ١٠٢٣.

<<  <   >  >>