وَمَات سنة ٩٦ عَن ٦٦ سنة.
وَعبد الرَّحْمَن بن / مهْدي
قيل لَهُ: كَيفَ تعرف الصَّوَاب من الْكَذِب؟ قَالَ: كَمَا يعرف الطَّبِيب الْمَجْنُون.
وَقيل لَهُ: إِنَّك تَقول: هَذَا صَحِيح، وَهَذَا لم يثبت. فعمن تَقول ذَلِك؟ فَقَالَ: أَرَأَيْت لَو أتيت النَّاقِد فأريته دراهمك، فَقَالَ: هَذَا جيد، وَهَذَا ستوق. أَكنت تسْأَل عَمَّن ذَلِك أَو كنت تسلم الْأَمر إِلَيْهِ؟ قَالَ: لَا، بل كنت أسلم إِلَيْهِ. قَالَ: فَهَذَا كَذَلِك، لطول المجالسة والمناظرة وَالْخَبَر بِهِ.
وَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ: أعلم النَّاس بِالْحَدِيثِ ابْن مهْدي.
وَقَالَ أَحْمد: إِمَام.
وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: لَو حَلَفت بَين الرُّكْن وَالْمقَام لحلفت أَنِّي لم أر أحدا أعلم من عبد الرَّحْمَن بن مهْدي.
وَقَالَ: أتيت عبد الرَّحْمَن، فَقلت لَهُ: أخرج إِلَيّ صحيفَة ابْن الْمُبَارك عَن معمر عَن همام، فأخرجها، فَقلت: ادفعها إِلَيّ. فَقَالَ: دَعْنِي حَتَّى أملي عَلَيْك مَا تحْتَاج إِلَيْهِ مِنْهَا، فأملى عَليّ أَرْبَعَة أَحَادِيث، ثمَّ دَفعهَا إِلَيّ فَلم يكن فِيهَا شَيْء غير الْأَرْبَعَة.
وَقَالَ عبد الرَّحْمَن: اتَّقوا هَؤُلَاءِ الشُّيُوخ، وَاتَّقوا شُيُوخ أبي عَامر الْعَقدي الْمَدَنِيين.
وَقَالَ: أَرْبَعَة أَمرهم فِي الحَدِيث وَاحِد: جرير، والثقفي، ومعتمر، وَعبد الْأَعْلَى يحدثُونَ من كتب النَّاس، وَلَا يحفظون.
وَقَالَ بنْدَار: ضرب عبد الرَّحْمَن على نَيف وَثَمَانِينَ شَيخا حدث عَنْهُم الثَّوْريّ.
وَقَالَ عبد الرَّحْمَن: أَخطَأ وَكِيع فِي أَرْبَعمِائَة حَدِيث.
وَمَات عبد الرَّحْمَن سنة ٧٨، وأتى عَلَيْهِ ٦٣.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute