وَقَالَ هِشَام بن عبيد الله الرَّازِيّ: لما سمعنَا كتب مُحَمَّد بن الْحسن بالرقة، قُلْنَا: قَوْلك " أَرَأَيْت ... أَرَأَيْت ... " إِلَى من ينْسب؟ وسؤالك عَمَّن؟ قَالَ: إِنَّمَا هُوَ سَواد فِي بَيَاض، إِن شِئْتُم فَخُذُوهُ، وَإِن شِئْتُم فَدَعوهُ.
وَقَالَ ابْن عدي: وَمُحَمّد بن الْحسن لَيْسَ هُوَ من أهل الحَدِيث، وَلَا هُوَ وَمن كَانَ فِي طبقته يعنون بِالْحَدِيثِ حَتَّى أذكر شَيْئا من مُسْنده، على أَنه سمع من مَالك الْمُوَطَّأ، وَكَانَ يَقُول لأَصْحَابه: مَا رَأَيْت أَسْوَأ ثَنَاء مِنْكُم على أصحابكم: إِذا حدثتكم عَن مَالك ملأتم عَليّ (الْموضع) ، وَإِذا حدثتكم عَن غَيره تجيئوني متكارهين.
والاشتغال بحَديثه شغل لَا يحْتَاج إِلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ من أهل الحَدِيث فينكر عَلَيْهِ مَا يرويهِ، وَقد تكلم فِيهِ من ذكرنَا، وَقد اسْتغنى أهل الحَدِيث عَمَّا يرويهِ مُحَمَّد بن الْحسن وَأَمْثَاله}