للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد كنت عدّتي التي أسطو بها ... ويدي إذا خان الزمان وساعدي

فرميت منك بضدّ ما أمّلته ... والمرء يشرق بالزّلال البارد

فصبرت كالولد التقيّ لبرّه ... أغضى على مضضٍ لضرب الوالد

وقال يفخر:

لنا بيتٌ على طنب الثريا ... بعيد مذاهب الأكناف سامي

تظلّله الفوارس بالعوالي ... وتفرشه الولائد بالطعام

وقال يصف السبي.

وخريدة كرمت على آبائها ... وعلى بوادر خيلنا لم تكرم

خطبت بحدّ السيف حتى زوّجت ... كرهاً وكان صداقها للمقسم

راحت وصاحبها بعرس حاضرٍ ... يرضي الإله وأهلها في مأتم

وقال:

ما كنت مذ كنت إلاّ طوع خلاّني ... ليست مؤاخذة الخلاّن من شاني

يجني الصديق فأستحلي جنايته ... حتى أدلّ على عفوي وإحساني

ويتبع الذّنب ذنباً حين يعرفني ... عمداً فأُتبع غفراناً بغفران

يجني عليّ فأحنو صافحاً كرماً ... لا شيء أحسن من حانٍ على جان

وقال:

فوالله ما أضمرت في الحبّ سلوةً ... ووالله ما حدّثت نفسي بالصبر

وإنك في عيني لأبهى من الغنى ... وإنك في قلبي لأحلى من النّصر

فيا حكمي المأمول جرت مع الهوى ... ويا ثقتي المأمون جرت مع الدهر

وقال:

سكرت من لحظه لا من مدامته ... وما بالنوم عن عيني تمايله

وما السّلاف دهتني بل سوالفه ... ولا الشّمول ازدهتني بل شمائله

ألوى بصبري أصداغٌ لوين له ... وغلّ صدري ما تحوي غلائله

وقال:

وظبي غرير في فؤادي كناسه ... إذا كنست عين الفلاة وحورها

فمن خلقه لبّاتها ونحورها ... ومن خلقه عصيانها ونفورها

وقال:

ألزمني ذنباً ولا ذنب لي ... ولجّ في الهجران والعتب

أُحاول الصبر على هجره ... والصبر محظورٌ على الصبّ

من لي بكتمان هوى شادنٍ ... عيني له عينٌ على قلبي

عرّضت صبري وعلوّي له ... فاستشهدا في طاعة الحبّ

وقال:

لبسنا رداء الليل، والليل راضعٌ ... إلى أن تردّى رأسه بمشيب

وبتنا كغصني بانةٍ عطفتهما ... مع الصبح ريحاً شمألٍ وجنوب

إلى أن بدا ضوء الصباح كأنّه ... مبادي نصولٍ في عذار خضيب

فيا ليل قد فارقت غير مذمّم ... ويا صبح قد أقبلت غير حبيب

وقال:

قل لأحبابنا الجفاة رويداً ... درّجونا على احتمال الملال

إنّ ذاك الصدود من غير جرمٍ ... لم يدع في موضعاً للوصال

أحسنوا في هواكم أو أسيئوا ... لا عدمناكم على كلّ حال

وقال:

ومغضٍ للمهابة عن جوابي ... وإنّ لسانه العضب الصقيل

أطلت عتابته عنتاً وظلماً ... فدمّع ثم قال: كما تقول

وقال:

بتنا نعلّل من ساقٍ أغنّ لنا ... بخمرتين من الصهباء والخدّ

كأنّه حين أزكى نار وجنته ... سكراً وأسبل فضل الفاحم الجعد

يعدّ ماء عناقيد بطرّته ... بماء ما حملت خدّاه من ورد

وقال:

أيا سافراً ورداء الخجل ... مقيمٌ بوجنته لم يزل

بعيشك ردّ عليك اللثام ... أخاف عليك جراح المقل

فما حقّ حسنك أن يجتلى ... ولا حقّ وجهك أن يبتذل

أمنت عليك صروف الزمان ... كما قد أمنت عليّ الملل

وقال:

لا غرو إن فتنتك بال ... ألحاظ فاترة الجفون

فمصارع العشاق ما ... بين الفتور إلى الفتون

اصبر فمن سنن الهوى ... صبر الضنين على الضنين

وقال:

سقى ثرى حلب، ما دمت سانها ... يا بدر، غيثان منهلٌّ ومنبجس

كأنّما البدر والولدان موحشة ... وربعها دونهنّ العامر الأنس

أسير عنها لأمرٍ ما فيزعجني ... حتى يعود إليها الخدّر الكبس

<<  <   >  >>