للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أُمتي بدّد هذا لعبي ... ووشاحي حلّه حتى انتثر

فدعيني معه يا أُمّتي ... علّنا في خلوةٍ نقضي الوطر

أقبلت في خلوةٍ تضربها ... واعتراها كجنون مستعر

بأبي والله ما أحسنه ... دمع عيني غسّل الكحل قطر

أيها النّوام هبّوا ويحكم ... وسلوني اليوم ما طعم السهر

فأمره المهدي ألا يتغزل؛ فقال أشعاراً في ذلك منها:

يا منظراً حسناً رأيته ... من وجه جاريةٍ فديته

والله ربّ محمدٍ ... ما أن غدرت ولا نويته

أعرضت عنك وربّما ... عرض البلاء وما اتّقيته

إنّ الخليفة قد أبى ... وإذا أبى شيئاً أبيته

ويشوقني بيت الحبي ... ب إذا غدوت وأين بيته

ومخضّبٍ رخص البنا ... ن بكى عليّ وما بكيته

قام الخليفة دونه ... فصبرت عنه وما قليته

ونهاني الملك الهما ... م عن النساء فما عصيته

بل وقد وفيت فلم أضع ... عهداً ولا وأياً وأيته

وأنا المطلّ على العدا ... وإذا غلا الحمد اشتريته

وقال:

والله لولا رضا الخليفة ما ... أعطيت ضيماً عليّ في شجني

قد عشت بين النّدمان والرّا ... ح والمزهر في ظلّ مجلسٍ حسن

ثم نهاني المهديّ فانصرفت ... نفسي صنيع الموفّق اللّقن

وقال:

أفنيت عمري وتقضّى الشباب ... بين الحميّا والجواري الأواب

فالآن شفّعت إمام الهدى ... وربما طبت لحبّ وطاب

لهوتن حتى راعني داعياً ... صوت أمير المؤمنين المجاب

لبيك لبيك! هجرت الصّبا ... ونام عذّالي ومات العتاب

أبصرت رشدي وتركت المنى ... وربما ذلّت لهنّ الرقاب

وفي هذه الكلمة يقول:

يا حامد الفعل ولم يبله ... سبقت بالسّيل سيل السحاب

الفعل أولى بثناء الفتى ... ما جاءه من خطأٍ أو صواب

دع قول واءٍ وانتظر فعله ... ينبي عن اللّقحة ما في الحلاب

إذا غدا المهديّ في جنده ... وراح في آل الرسول الغضاب

بدا لك المعروف في وجهه ... كالظّلم يجري في الثنايا العذاب

ومن شعره المطرب في الغزل قوله:

أيّها السّاقيان صبّا شرابي ... واسقياني من ريق بيضاء رود

إن دائي الصّدى وإنّ شفائي ... شربةٌ من رضاب ثغرٍ برود

عندها الصبر عن لقائي وعندي ... زفراتٌ يأكلن قلب الجليد

ولها مبسمٌ كثغر الأقاحي ... وحديثٌ كالوشي وشي البرود

نزلت في السواد من حبّة القل ... ب ونالت زيادة المستزيد

ثم قالت: نلقاك بعد ليالٍ ... والليالي يبلين كلّ جديد

لا أبالي من ضنّ عنّي بوصلٍ ... إن قضى الله منك لي يوم جود

وقوله:

لو عاينوها لم يلوموا على البكا ... كريماً سقاه الخمر بدرٌ محلّق

فكيف تناسى من يكون حديثه ... بأذني وإني غيبت قرطٌ معلّق

وقوله:

كأنّها حين لاحت في مجاسدها ... فارتجّ أسفلها واهتزّ أعلاها

حوراء جاءت من الفردوس تفتنه ... كالشمس طلعتها والمسك ريّاها

من اللواتي غدت فرداً وشقّ لها ... من ثوبه الحسن سربالاً فردّاها

راحت ولم تعطه برءاً لقرحته ... منها ولو سألته النفس أعطاها

تغمّه نفسه من طول صبوتها ... حتى لو اجتمعت في الكفّ ألقاها

ما شاهد القوم إلا ظلّ يذكرها ... ولا خلا ساعةً إلاّ تمنّاها

وقول بشار: عجبت فطمة من نعتي لها قد احتذاه محمد بن مناذر:

قد جدّ بي في اللعب ... ذو راحة من تعب

جسم من الفضة قد ... أُشرب ماء الذهب

<<  <   >  >>