للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسادسا: وقعوا في التناقض والاضطراب؛ حيث أثبتوا بعض الصفات وعطلوا بعضها بهذه الشبهة، مع أن تلك الشبهة موجودة فيما أثبتوه من الصفات إذ لا فرق بين ما أثبتوه وبين ما نفوه (١).

فيتلخص إذاً مذهب الماتريدية في صفات الله تعالى فيما يلي:

١ - أثبتوا بعض صفات الله تعالى الثبوتية الذاتية، كحياته، وعلمه، وقدرته، وإرادته سبحانه وتعالى.

٢ - كما أثبت جمهورهم سمعه تعالى، وبصره سبحانه (٢).

٣ - أما الصفات السلبية فأثبتوها مع إلحاد وتعطيل وقوعوا فيهما.

٤ - أثبتوا صفة التكوين باعتبار أنها مرجع للصفات الفعلية، والمراد بصفة التكوين صفات الفعل: وهي ما يرجع إلى التكوين من الصفات كالتخليق والترزيق والإحياء والإماتة.

فصفة التكوين هو أنه سبحانه يكون الأشياء فيخلق ويصور ويبرئ ويحيي ويميت بقوله كن فيكون، وتسمى صفة الخلق أو الفعل (٣)، وعندهم أن الفعل غير المفعول، والتكوين غير المكون، ولذلك فهم يقولون بأزلية صفات الفعل لله تعالى من الخلق والإحياء والرزق، وإن كان المفعول منها حادثا (٤).

٥ - استدلوا لإثبات الصفات التي أثبتوها بنصوص الكتاب والسنة (٥).

٦ - حصرهم لصفات الله تعالى، فقد حصروا جميع الصفات في إحدى وعشرين صفة لا غير، وقد صرح بعضهم بحصر الصفات الذاتية الثبوتية في سبع، والصفة الثامنة هي التكوين، وهي صفة فعلية فقال: "وعند جلة الخلف لا يزيد على الصفات الثمانية، والصفات الأخرى راجعة إليها" (٦).

كما صرح الشاه محمد أنور الكشميري أحد كبار أئمة الديوبندية (١٣٥٢ هـ) بأن الأسماء الحسنى كلها مندرجة في صفة التكوين (٧).


(١) انظر: التدمرية: ١٨٢ - ١٨٣، ٨١ - ٨٣، ورسالة في إثبات الاستواء والفوقية: ١/ ١٨١.
(٢) انظر: المسايرة مع شرحها لقاسم بن قطلوبغا: ٦٩.
(٣) انظر: مجموع الفتاوى: ٦/ ٤٢٦.
(٤) انظر: موقف ابن تيمية من الأشاعرة: ٢/ ٤٨٤.
(٥) انظر: شرح العقائد النسفية: ٤٤ - ٥٨، وكتاب التوحيد: ٥٧.
(٦) إشارات المرام: ١٨٨.
(٧) فيض الباري: ٤/ ٥١٧.

<<  <   >  >>