بركاته وتنوقلت رسَالَته ومعجزاته وَإِذ ذَاك جمع الله لَهُ كل خِصَال الْكَمَال وَخَصه بِصِفَات الشّرف والجلال فَلَقَد جمع الله لَهُ الْكَمَال الظَّاهِر وَالْبَاطِن بِمَا جعل فِيهِ من الْفَضَائِل والمحاسن
وَيَنْبَغِي الْآن أَن يعرف الجاحد وَالْجَاهِل بعض مَا خص بِهِ من صِفَات الْكَمَال والفضائل
اعْلَم
أَن الْكَمَال البشري ضربنا ظَاهر وباطن وكل وَاحِد من هذَيْن الضربين ضَرْبَان ضرب يكون الْإِنْسَان مجبولا عَلَيْهِ وَلَا اكْتِسَاب لَهُ فِيهِ وَضرب يكون مكتسبا للْإنْسَان يحصل لَهُ بسعيه وتكسبه فقد انحصرت صِفَات الْكَمَال فِي أَرْبَعَة أَقسَام كَمَال ظَاهر ضَرُورِيّ وَكَمَال ظَاهر مكتسب وَكَمَال بَاطِن ضَرُورِيّ وَكَمَال بَاطِن مكتسب
وَقد جمع الله هَذِه الْأَرْبَعَة الْأَصْنَاف للنَّبِي مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن نذكرها جملَة ثمَّ نشرع بعد فِي التَّفْصِيل إِن شَاءَ الله تَعَالَى
اعْلَم أَنا
إِنَّمَا نذْكر من صِفَات كَمَاله وجلاله الْمَشْهُور بِشَرْط الإختصار خوفًا من التَّطْوِيل والإكثار وَلَو ذَهَبْنَا إِلَى الإستقصاء لعجزنا عَن ذَلِك