فقد حصل من هَذَا الْكَلَام كُله الْعلم بِأَن مُحَمَّدًا صلى الله عيله وَسلم جَاءَ بِالْقُرْآنِ وتحدى بِهِ وَهُوَ معْجزَة وكل من جَاءَ بالمعجزة وتحدى بهَا فَهُوَ صَادِق فالنتيجة مَعْلُومَة وَهِي أَن مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَادِق
فَإِن قيل
فبينوا لنا وُجُوه إعجاز الْقُرْآن وَهل هُوَ من جنس مَا يقدر عَلَيْهِ الْبشر فصرفوا عَنهُ أَو لَيْسَ من جنس مَا يقدرُونَ عَلَيْهِ
فَالْجَوَاب
أَن نقُول ذهب بعض عُلَمَائِنَا إِلَى أَن وَجه إعجازه إِنَّمَا هُوَ من جِهَة أَن صرفُوا عَن الْإِتْيَان بِهِ وَأَنه من جنس مَقْدُور الْبشر لَكِن لم يقدروا عَلَيْهِ وَهَذَا إِن كَانَ فَهُوَ بليغ فِي الإعجاز وَذَلِكَ أَن المعجزات ضَرْبَان ضرب خَارج عَن مَقْدُور الْبشر كإنفلاق