للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

نصوا على خلاف ذَلِك وحكموا بِتَحْرِيم تِلْكَ الْأَشْيَاء فَلم يرو قطّ عَن وَاحِد مِنْهُم أَنه أكل خنزيرا وَلَا ميتَة وَلَا دَمًا وَلَا شَيْئا مِمَّا ذكر تَحْرِيمه وَأَنْتُم تَقولُونَ هَذَا وتساعدون عَلَيْهِ فَكيف يمتنعون من أكل مَا يحل لَهُم ثمَّ يصرحون بِتَحْرِيمِهِ فعلى هَذَا يلزمكم أَنهم كذبُوا على الله ولبسوا فِي أَحْكَام الله إِذا كَانُوا علمُوا تَحْلِيل تِلْكَ الْأَشْيَاء ثمَّ صَرَّحُوا بتحريمها وَالنَّهْي عَنْهَا وَإِن لم يعلمُوا شَيْئا مِمَّا علمتموه أَنْتُم فَمن أَيْن علمتموه أَنْتُم أشافهتكم بذلك الْمَلَائِكَة أم أرسل إِلَيْكُم بذلك رسل أخر أم خلق لكم بذلك علم ضَرُورِيّ وكل ذَلِك لَا تقدرون على ادعائه فَلم يبْق إِلَّا أَنكُمْ جاهلون بشرع الله محرفون كتاب الله متواقحون على الله كاذبون عَلَيْهِ ومتهاونون برسله وستقفون بَين يَدَيْهِ ويسألكم عَمَّا افتريتم عَلَيْهِ فتحيط بكم النيرَان وتجركم على وُجُوهكُم إِلَيْهَا مَلَائِكَة غِلَاظ شَدَّاد لَا يطيقهم إِنْسَان {وَيَوْم الْقِيَامَة ترى الَّذين كذبُوا على الله وُجُوههم مسودة أَلَيْسَ فِي جَهَنَّم مثوى للمتكبرين}

فتنادون إِذْ ذَاك يَا أسقفنا بولش انظرنا فَمَا منا إِلَّا متخرق عاطش عاطش فَيُقَال لكم هُوَ فِي أَسْفَل سافلين فتصيروا إِلَيْهِ أَجْمَعِينَ فَإِذا اجْتَمَعْتُمْ مَعَه لعن بَعْضكُم بَعْضًا وَجحد بَعْضكُم بَعْضًا {ومأواكم النَّار وَمَا لكم من ناصرين}

ثمَّ نقُول لَهُم إِن جَازَ أَن نتأول الفاظ الشَّارِع وكلماته من غير ضَرُورَة دَاعِيَة إِلَى ذَلِك وندفع النُّصُوص بالتحكم بطلت الْكتب كلهَا والألسنة وَلم يقدر وَاحِد أَن يفهم مِنْهَا شَيْئا إِذْ كل لفظ يتَكَلَّم بِهِ مُتَكَلم يُمكن صرفه عَن بَابه وَعَن مَوْضُوعه الْأَصْلِيّ ونصابه

وَإِذا أمكن ذَلِك لم تقدروا على أَن تثبتوا نبوة عِيسَى على الْيَهُود بِمَا قدمتم فَإِن من نَص مَا عنْدكُمْ من كَلَام الْأَنْبِيَاء على نبوته قَول يَعْقُوب لَا يَنْقَطِع قضيب الْملك من نسل يهوذا حَتَّى يَأْتِي الْمَسِيح فيسوغ لِلْيَهُودِيِّ أَن يَقُول إِنَّمَا عَنى بِالْملكِ دينهم الَّذِي ورثوه عَن كِتَابهمْ وأنبيائهم وَلم يعن الْملك الَّذِي هُوَ الْإِمَارَة وَالْولَايَة وَقد

<<  <   >  >>