(٢) التأويل: تفعيل من آل يئول إلى كذا إذا صار إليه، فالتأويل: التصيير، وأولته تأويلا: إذا صيرته إليه. وتسمى العاقبة: تأويلا، لأن الأمر يصير إليها، وتسمى حقيقة الشىء المخبر به تأويلا لأن الأمر ينتهى إليه، ومنه قوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ فمجىء تأويله مجىء نفس ما أخبرت به الرسل من اليوم الآخر والمعاد وتفاصيله والجنة والنار، وتسمى العلة الغائية والحكمة المطلوبة بالفعل تأويلا لأنها بيان لمقصود الفاعل، وغرضه من الفعل الذى لم يعرف الرائى له غرضه به، ومنه قول الخضر لموسى: سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً. فالتأويل فى كتاب الله المراد منه: حقيقة المعنى الذى يئول إليه اللفظ، وهى الحقيقة الموجودة فى الخارج، فإن الكلام نوعان، خبر وطلب فتأويل الخبر هو الحقيقة، وتأويل الوعد والوعيد هو نفس الموعود والمتوعد به وتأويل ما أخبر الله به من صفاته العلى، وأفعاله نفس ما هو عليه سبحانه، وما هو موصوف به من الصفات العلى. وتأويل الأمر هو نفس الأفعال المأمور بها وأما التأويل فى اصطلاح أهل التفسير والسلف من أهل الفقه والحديث فمرادهم به معنى التفسير والبيان. وأما المعتزلة والجهمية وغيرهم من المتكلمين، فمرادهم بالتأويل: صرف اللفظ عن ظاهره، وهو معنى للتأويل لا يوجد فى لغة القرآن انظر ص ١٠ ح ١ مختصر الصواعق المرسلة للامام ابن القيم ط السلفية المكية سنة ١٣٤٨ هـ وإذا كان التأويل بمعنى الحقيقة الموجودة فى الخارج وكان بالنسبة-