(١) ليس لما نقله عن الزجاج حجة وقبض السامرى بتفسير المفسرين شىء لا يسنده حديث ولا عقل.. والقرآن لم يأت بذكر لفرس: لا لجبريل فى الآية، وإنما أتى بقوله سبحانه: (فقبضت قبضة من أثر الرسول) هكذا بأداة التعريف، التى تفهمنا أنه رسول معروف، ولم يكن ثم غير هارون وموسى، كيف عرف السامرى جبريل؟ وكيف قبض القبضة؟ وكيف ينسب إلى فرس أنه يحعل كل شىء يمر عليه حيا؟ والسامرى نسبة إلى شامر. والشين فى العبرية يغلب أن تكون سينا فى العربية، وشامر معناها: حارس. واليهود والنصارى يتهمون هارون عليه السلام بأنه هو الذى صنع لهم لعجل، ففى الإصحاح الثانى والثلاثين من سفر الخروج ورد: ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ فى النزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون، وقالوا له: قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا، لأن هذا موسى الرجل الذى أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه، فقال لهم هارون: لنزعوا أقراط الذهب التى فى آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم، وأتونى بها، فنزع كل الشعب أقراط الذهب التى فى آذانهم، وأتوا بها إلى هارون، فأخذ ذلك من أيديهم، وصوره بالإزميل، وصنعه عجلا مسبوكا، فقالوا: هذه آلهتك يا إسرائيل التى أصعدتك من أرض مصر، فلما نظر هارون بنى مذبحا أمامه» هذه صورة من صور تحريف الكلم عن مواضعه، فقد رفع اسم السامرى، ووضع مكانه اسم هارون. ولا يتصور إنسان سوى اليهود والنصارى ومن فى قلبه مس يهودية أو نصرانية أن نبيا عظيما كهارون يتردى فى هذه الوثنية التى أرسله الله بتدميرها!!. ولكنهم قوم يفترون على الله الكذب، وقد بهتوا سليمان بعبادة الأصنام، وداود بالزنا والقتل غيلة. وقد يكون العجل الذى جاء به السامرى عجلا حقيقيا، ويكون معنى «من» فى-