(٢) «الشهداء جمع شهيد، وبين الرازى أنه لا يجوز أن يراد بالشهيد هنا من قتله الكفار فى الحرب، لأن الشهادة مرتبة عالية عظيمة فى الدين وكون الإنسان مقتول الكافر ليس فيه زيادة شرف. لأن هذا القتل قد يحصل فى الفساق، ومن لا منزلة له عند الله تعالى، ولأن المؤمنين يدعون الله تعالى أن يرزقهم الشهادة، ولا يجوز أن يطلبوا منه أن يسلط عليهم الكفار يقتلونهم، ولأنه ورد إطلاق لفظ الشهيد على المبطون والمطعون والغريق، قال: أى الرازى: فعلمنا أن الشهادة ليست عبارة عن القتل، بل نقول: الشهيد فعيل بمعنى الفاعل، وهو الذى يشهد بصحة دين الله تعالى تارة بالحجة والبيان، وأخرى بالسيف والسنان، فالشهداء هم القائمون بالقسط، وهم الذين ذكرهم الله فى قوله: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ) آل عمران: ١٨-