للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كَمَا أَنّ الْكَافَ وَالْهَاءَ كَذَلِكَ، وَقَدْ قَالُوا: مِنّي وَعَنّي، وَهُوَ ضَمِيرُ خَفْضٍ، وَفِيهِ النّونُ، وَقَالُوا لَيْتِي وَلَعَلّي، وَهُوَ ضَمِيرُ نَصْبٍ وَلَيْسَ فِيهِ نُونٌ فَإِنْ. قِيلَ:

فَمَا مَوْضِعُ الِاسْمِ مِنْ الْإِعْرَابِ إذَا قُلْت: قَطِي وَقَدِي؟ قُلْنَا: إعْرَابُهُمَا كَإِعْرَابِ حَسْبِي مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ مَحْذُوفٌ، وَإِنّمَا لَزِمَ حَذْفُ خَبَرِهِ لِمَا دَخَلَهُ مِنْ مَعْنَى الْأَمْرِ، وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُ جَهَنّمَ أَعَاذَنَا اللهُ مِنْهَا: قَطِي وَعِزّتِك قَطِي، وَيُرْوَى: قَطْنِي، وَذَلِكَ بَعْدَ قَوْلِهَا: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، فَإِذَا وُضِعَتْ فِيهَا الْقَدَمُ، وَزَوَى بَعْضُهَا إلَى بَعْضٍ، قَالَتْ: قَطْنِي «١» . وَقَدْ جَمَعَ الشّاعِرُ بَيْنَ اللّغَتَيْنِ، فقال:

قدنى من نصر الخبيبين قدى «٢»


(١) فى حديث صحيح: «لا تزال جهنم يلقى فيها. وتقول هل من مزيد، حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوى بعضها إلى بعض، فتقول: قط، قط بعزتك وكرمك، ولا يزال فى الجنة فضل حتى ينشىء الله لها خلقا، فيسكنهم فضل الجنة» متفق عليه بين البخارى ومسلم. وفى حديث آخر متفق عليه بينهما. «فأما النار، فلا تمتلىء حتى يضع الله رجله تقول: قط قط قط» وثبوت صحة النص يفرض علينا الإيمان بمقتضاه، الإيمان الذى يقتبس نور الهدى من قوله سبحانه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) فلله جل شأنه ما يخير به عن نفسه، وما يخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم دون تمثيل أو تشبيه أو تأويل أو تعطيل.
(٢) الرجز من شواهد سيبويه فى الكتاب، وقد أنشده ص ٣٨٧ ح ١ تحت: «باب علامة إضمار المنصوب المتكلم والمجرور المتكلم» البيت عنده:
قدنى من نصر الخبيبين قدى ... ليس الإمام بالشحيح الماجد-

<<  <  ج: ص:  >  >>