وَلَو قلت أَي الثَّلَاثَة ضرباها كَانَ فَاسِدا لِأَنَّك إِذا قلت ضربا لم يصلح أَن يُوصل فعلهمَا إِلَّا إِلَى وَاحِد وَإِلَّا زِدْت فِي الْعدَد وَلَو قلت أَي الثَّلَاثَة ضربا عمرا وَعَمْرو غير الثَّلَاثَة لم يكن فِي إِجَازَته شكّ فَإِن كَانَ عَمْرو أحد الثَّلَاثَة لم يجز وَذَاكَ إِن كنت تعرف عمرا لِأَنَّهُ قد خرج من الْمَسْأَلَة فَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن تَقول أَي الرجلَيْن فَإِن كنت لَا تعرف عمرا إِلَّا أَنَّك تعلم أَنه من الثَّلَاثَة فالقصة فِيهِ كالقصة فِيمَا قبله لِأَنَّك إِنَّمَا تسال عَن أحد اثْنَيْنِ وتحتاج إِلَى أَن تعرف عمرا وَلَو قلت أَي الثَّلَاثَة أَحدهمَا عَمْرو كَانَ عِنْد بعض النَّحْوِيين جَائِزا وَلَيْسَ يجوز عِنْدِي لما أشرحه لَك وَذَلِكَ أَنَّك إِذا قلت أَي الرِّجَال أَحدهمَا عَمْرو وَالرِّجَال زيد عَمْرو وخَالِد فكأنك قلت أَهَذا وَهَذَا تَعْنِي زيدا وخالدا أم هَذَا وَهَذَا تَعْنِي عمرا وخالدا فَلَيْسَ هَذَا بَيَان لتخليص خَالِد إِذا كَانَ مَعَ عَمْرو من زيد لِأَن قصتهما فِيهِ وَاحِدَة وَلَا فِيهِ دَلِيل على عَمْرو بِعَيْنِه وَلَيْسَ معنى أَي إِلَّا التَّبْيِين وَلَا تَبْيِين فِي هَذَا وَمن أجَازه قَالَ قد وَقع فِيهِ ضرب من التَّبْيِين لأَنا نعلم أَن الثَّالِث المخلف لَيْسَ عَمْرو فَيُقَال لَهُ أَي إِنَّمَا خَبَرهَا هُوَ الْمَطْلُوب تَفْسِيره وَالَّذِي بيّنت أَنه لَيْسَ بِعَمْرو لَيْسَ مِنْهُمَا وَتقول أَي إخوانك زيد عَمْرو خَالِد يكلمهُ فِيهِ عِنْده كَمَا تَقول أَخُوك زيد عَمْرو خَالِد يكلمهُ فِيهِ عِنْده لِأَنَّهُ ابْتِدَاء بعد ابْتِدَاء وَلَو قلت أَي الَّذين فِي الدَّار هِنْد ضاربتهم جَازَ أَن تكون اقتطعت بِأَيّ جمَاعَة من جمَاعَة وَالْوَجْه ضاربته وَلَيْسَ الْحمل على الْمَعْنى بِبَعِيد بل هُوَ وَجه جيد قَالَ الله عز وَجل {وكل أَتَوْهُ داخرين} وَقَالَ {وَكلهمْ آتيه يَوْم الْقِيَامَة فَردا} فَهَذَا على اللَّفْظ وَالْأول على الْمَعْنى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute