للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَو قلت أَي من فِي الدَّار يكرمك كَانَ جيد لِأَن الْمَعْنى أَي الْقَوْم يكرمك وَلَو قلت أَي من فِي الدَّار يكرمك تكرمه فَإِن شِئْت جعلت يكرمك الأولى من الصِّلَة فَكَانَ الْمَعْنى أَي من يكرمك فِي الدَّار فَيكون الْإِكْرَام وَقع لَك فِي الدَّار وَإِن شِئْت كَانَ فِي الصِّلَة وَإِن شِئْت أخرجته من الصِّلَة وَجَعَلته خَبرا وَجعلت تكرمه حَالا هَذَا فِي الرّفْع وَإِن شِئْت حزمتهما وَإِن شِئْت جعلت أَي جَزَاء وَإِن شِئْت رفعت الأول وجزمت الثَّانِي وَجعلت أيا استفهاما فَأَما من فِي هَذَا الْموضع فَهِيَ بِمَنْزِلَة الَّذِي وَفِي الدَّار صلتها فكأنك قلت أَي الْقَوْم تكرمه يكرمك إِذا كَانَ جَزَاء وتكرمه يكرمك إِذا كَانَت استفهاما وَتقول أيا تضرب وَتقول أَي تضربه كَمَا تَقول زيد تضربه فَإِن قَالَ قَائِل فَمَا بَال النصب لَا يخْتَار هَا هُنَا كَقَوْلِك أزيدا تضربه لِأَنَّهُ اسْتِفْهَام فَإِن الْجَواب فِي ذَلِك أَن أيا هِيَ الِاسْم وَهِي حرف اسْتِفْهَام فَلَا يكون قبلهَا ضمير وَذَلِكَ قَوْلك أزيدا ضَربته إِنَّمَا أوقعت الضَّمِير بعد ألف الِاسْتِفْهَام فنصب زيدا وَلَكِن لَو اجْتمع بعْدهَا اسْم وَفعل كَانَ الْمُخْتَار فِيهَا تَقْدِيم الْفِعْل فَإِن قدمت الِاسْم كَانَ على فعل مُضْمر وَذَلِكَ قَوْلك أَيهمْ أَخَاهُ تضربه وَلَو قلت أَيهمْ يضْرب أَخَاهُ كَانَ على قَوْلك زيدا تضربه وَلَو قلت أَيهمْ زيدا ضاربه إِذا كَانَ زيد مَفْعُولا كَانَ النصب فِي زيد الْوَجْه إِذا لم يكن ضَارب فِي معنى الْمَاضِي فَإِن رفعت على قَول من قَالَ أَزِيد أَنْت ضاربه قلت أَيهمْ زيد ضاربه هُوَ وَإِن شِئْت جعلت ضاربه خَبرا لزيد فَكَانَ هُوَ إِظْهَار الْفَاعِل لِأَن الْفِعْل جرى على غير صَاحبه وَإِن شِئْت جعلت هُوَ مقدما ومؤخرا على قَوْلك هُوَ ضاربه أَو ضاربه هُوَ كَانَ حسنا جميلا

<<  <  ج: ص:  >  >>