كل مَا لم تَجْعَلهُ من مصدر، أَو ظرف اسْما فَاعِلا أَو مَفْعُولا على السعَة لم يجز الْإِخْبَار عَنهُ؛ لِأَن ناصبه مَعَه؛ أَلا ترى أَنَّك إِذا قلت: سير بزيد سيرا، فَجعلت قَوْلك (بزيد) تَمامًا فَإِنَّمَا هُوَ على قَوْلك: يَسِيرُونَ سيرا وَإِنَّمَا يكون الرّفْع على مثل قَوْلك: سير بزيد يَوْمَانِ، وَولد لَهُ سِتُّونَ عَاما فَالْمَعْنى ولد لزيد الْوَلَد سِتِّينَ عَاما، وسير بِهِ فى يَوْمَيْنِ، وَهَذَا الرّفْع الذى ذَكرْنَاهُ / اتساع، وَحَقِيقَة اللُّغَة غير ذَلِك قَالَ الله عز وَجل: {بل مكر اللَّيْل وَالنَّهَار} ، وَقَالَ الشَّاعِر:
(لقد لمتنا يَا أم غيلَان فى السرى ... ونمت وَمَا ليل المطى بنائم)
وَقَالَ:
(فَنَامَ ليلى وتقضى همى ... )
وَقد استقصينا هَذَا فى بَابه، وَإِنَّمَا نذْكر مِنْهُ شَيْئا للإخبار فَمن جعل الْيَوْم وَنَحْوه ظرفا قَالَ: الْيَوْم سرت فِيهِ؛ لِأَنَّهُ قد شغل الْفِعْل عَنهُ، فَرد إِلَيْهِ ضَمِيره على مَعْنَاهُ وَمن جعله اسْما على الإتساع قَالَ: الْيَوْم سرته؛ كَمَا تَقول: زيد ضَربته فَمن ذَلِك قَوْله:
(يَوْم شهدناه سليما وعامرا ... قَلِيل سوى الطعْن النهال نوافله)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute