تَقول: هَذَا زيد فَاعْلَم فَإِذا نسبت إِلَيْهِ قلت: زيدى، فَكسرت الدَّال من أجل الْيَاء، وَلم تقرها على الْإِعْرَاب؛ لِأَن الْإِعْرَاب فى الْيَاء، وَلَا يكون فى اسْم إعرابان فَأَما قَوْله:
(هما نفثا فى فى من فمويهما ... على النابح العاوى أَشد رجام)
فَإِنَّمَا (فَم) أَصله: فوه؛ لِأَنَّهُ من تفوهت بِكَذَا، وَجمعه أَفْوَاه على / الأَصْل، فَإِذا قلت: هَذَا فو زيد، فقد حذفت مَوضِع اللَّام، وَلَوْلَا الْإِضَافَة لم يصلح اسْم على حرفين أَحدهمَا حرف لين وَلَكِن تثبت فى الْإِضَافَة؛ لِأَنَّهَا تَمنعهُ التَّنْوِين وَكَذَلِكَ قَوْلك: هَذَا ذُو مَال، فَأَنت تَقول: رَأَيْت فازيد، ومررت بفى زيد، فَإِن أفردت لم يصلح اسْم على حرفين أَحدهمَا حرف لين؛ [لِأَن التَّنْوِين يذهب حرف اللين فَيبقى الِاسْم على حرف] فَتَقول فى الْإِفْرَاد (فَم) فَاعْلَم، فتبدل الْمِيم من الْوَاو؛ لِأَنَّهُمَا من مخرج وَاحِد وَإِنَّمَا الْمِيم وَالْبَاء وَالْوَاو من الشّفة، وَكَانَت الْمِيم أولى بِالْبَدَلِ من الْبَاء؛ لِأَن الْوَاو من الشّفة، ثمَّ تهوى إِلَى الْفَم؛ لما فِيهَا من الْمَدّ واللين، حَتَّى تَنْقَطِع عِنْد مخرج الْألف وَالْمِيم تهوى فى الْفَم حَتَّى تتصل بالخياشيم؛ لما فِيهَا من الغنة وَالْبَاء لَازِمَة لموضعها فَأَما قَوْله:(فمويهما) فَإِنَّهُ جعل الْوَاو بَدَلا من الْهَاء لخفائها للين وَأَن الْهَاء خُفْيَة فَمن قَالَ (فمان) قَالَ فى النّسَب: فمى، وفموى